كثيرا ما يصدر الناس أحكاما على الآخرين ويشكلون صورة ذهنية عنهم من خلال هندامهم واطلالتهم، سواء من خلال التواصل المباشر أو في الصور، فملابس القضاة ترمز للعدل وهيبة القانون، ومعاطف الأطباء توحي بالرحمة والإنسانية، والبدل الرسمية للوقار والنفوذ، فالملابس لها تأثيرها ودلالاتها العميقة لذلك يحرص السياسيون والإعلاميون وبعض الدعاة على أناقة الاطلالة.
اللمسات الفوتوغرافية أضفت على صور الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لينكولن سحرا على الرغم من افتقاره للوسامة وكثرة التجاعيد التي تملأ وجهه وبروز تفاحة آدم بشكل لافت للانتباه، إلا أن مصوره المحترف ماثيو برداي حرص على استخدام تقنيات معينة ليظهر بشكل مميز.
وفرانكلين روزفلت أصيب بشلل الأطفال، فحرص على أن يتم تصويره دون كرسيه المتحرك بطريقة تدل على حيويته، فالتقطت له 35 ألف صورة لم يظهر فيها على كرسيه المتحرك إلا في صورتين! واستطاع أن يقود أميركا في فترة الكساد الكبير بنجاح مخفيا عجزه بكل حيوية وقوة.
ومارغريت تاتشر تخفي بعض العيوب في أسنانها وتغير من تسريحة شعرها لتقود حزب المحافظين في تغيير شاسع في طلتها، وهيلاري كلينتون أضافت بعض التحسينات الطفيفة لتصبح لائقة بزوجة سياسي مخضرم.
يدخل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس فاتحا، فيستقبله الصحابة بثياب فخمة خلاف ما كانوا عليه من البساطة، فينكر عليهم الفاروق فيبررون له بأن هذا اللباس يبث الرهبة والهيبة في أهل الشام فقبل منهم ذلك.
ولكل مكان وزمان لباسه المناسب، ففي الأماكن العامة من الذوق ألا يلبس الإنسان الملابس القصيرة أو ملابس البيت «دشداشة البيت» كما هو مشاهد في الأسواق والمساجد وفي الدوائر الحكومية، فالإطلالة الأنيقة والاهتمام بأنواع الثياب وألوانها وتسريحة الشعر وشكل الأسنان وبياضها والنظافة والعطور النفاثة كلها عوامل مهمة ليكون حضورك طاغيا وتخلق تأثيرا مضاعفا دون إفراط أو هوس يوحي للجميع برقيك وأناقتك.
[email protected]