تروي المغنية الأفغانية اريانا سعيد تفاصيل مرعبة ومشاهد مأساوية عاينتها أثناء رحلة هروبها برفقة خطيبها حسيب سيد، من افغانستان الجديدة تحت سيطرة طالبان.
وفي أحد المنشورات على حسابها على تطبيق «انستغرام»، قالت سعيد «كنت أشعر أنني سأموت هنا. كنت فاقدة الأمل.
وخروج يشبه المعجزة». وكانت سعيد قسمت وقتها بين تركيا وبريطانيا وأفغانستان، واستقرت في كابول في الأشهر الأخيرة لبدء مشروع في مجال صناعة الملابس، وقالت إنها تلقت في 14 أغسطس مكالمة تحذرها من أن عناصر «طالبان» يطبقون على العاصمة.
وفيما يشبه الفيلم الهوليودي، روت سعيد، التي استغلت شهرتها العالمية في نشر المطالبة بحقوق المرأة، كيف اضطرت لارتداء عباءة تخفيها بالكامل للفرار. وحجزت المغنية وخطيبها سيد مقعدين على رحلة جوية تجارية يوم 15 أغسطس، وهو اليوم الذي دخلت فيه الحركة كابول.
وذكرت أن الطائرة التجارية التي كانت محملة بما يفوق طاقتها لم تقلع قط، ووصفت مشاهد فزع في المطار تخللتها أصوات طلقات نارية.
وخوفا من تعرف مقاتلي «طالبان» عليهما، غادرت هي وخطيبها المطار واختبآ عند أقارب لهما في كابول.
وفي اليوم التالي، سمعا أن عناصر الحركة يفتشون البيوت بيتا بيتا في الحي الذي كانا فيه، فانطلقت مرة أخرى إلى المطار مرتدية نقابا لا يكشف سوى عن عينيها، وخرجت مع ابن عم خطيبها الصغير وكأنها خارجة لزيارة عائلية.
وأضافت «مررنا بحواجز طالبان الأمنية. واستوقف أحدها سيارتنا. وما إن رآني فيها مع الصبي الصغير حتى قال انطلقا». أما خطيبها سيد الذي يحمل الجنسية الكندية فكان في سيارة منفصلة، ووصل قبلهما إلى المطار.
وأوضحت أريانا أن مواطنا أفغانيا تعرف عليه في المطار، وقال لمسؤول أميركي «هذا هو خطيب مغنية مشهورة جدا في أفغانستان، ويجب أن تسمحوا له بالدخول لأنهم سيقتلونه إذا أمسكوا به».
وسمح المسؤولون له بالدخول ثم اتصل بخطيبته، وطار الاثنان صباح 17 أغسطس على متن طائرة عسكرية أميركية هبطت في العاصمة القطرية الدوحة، وبعد يومين وصلا إلى الولايات المتحدة، ورتب الاثنان للسفر إلى اسطنبول عن طريق أمستردام.
ووصفت سعيد الفوضى في المطار الذي كان يعج باليائسين الباحثين عن مخرج، وقالت ان احدى النساء حاولت ان تعطيها طفلها لتأخذه معها.
لكنها رفضت مؤكدة لا استطيع فصل طفل عن أمه، وأضافت سألني الجنود: هل هذا طفلك؟ فأجبت: انه ليس طفلي هل بإمكانكم ان تسمحوا لهذه السيدة بالركوب الطفل سيموت؟ فرد الجنود بالرفض «لا نستطيع».
وتحدثت سعيد عن الملايين من الأفغان وقالت انها تتصل بالأصدقاء والعائلة: انهم بلا أمل لا يملكون طعاما ولا مأوى ويعيشون في خوف.