- التكنولوجيا تسهم في خلق نوعيات جديدة من الوظائف لم تكن معروفة على نطاق واسع
أشار رئيس الموارد البشرية لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» زياد العمر، الى أن القطاع المصرفي في العالم يمر بمرحلة التحول نحو بيئة ذكية وتنفيذ التحول الرقمي في كافة قطاعات البنك، مبينا انه من الضروري تحويل إدارة الموارد البشرية نحو الرقمنة والتركيز على أتمتة العمليات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في أقرب فرصة ممكنة، و«بيتك» قطع أشواطا كبيرة في هذا المجال.
ولفت العمر خلال مقابلته مع مجلة المصارف، الى أن التكنولوجيا الحديثة بدأت تأخذ محل العمل الروتيني، مبينا انه من المتوقع أن يسد البشر الفجوات في العمليات المتخصصة التي لا يستطيع النظام الآلي العادي فهمها، بالإضافة إلى أنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على توجيه عملية تنفيذ تلك الأنظمة حتى نستوعب تماما المزايا التي تتسم بها هذه التقنيات.
وأضاف: من المرتقب أن نشهد تحولا في المهارات التي تستلزم الانتقال من النطاق التشغيلي إلى أولئك الذين يتمتعون بخبرات تقنية عالية، حيث يحتاج هؤلاء إلى التدريب للاضطلاع بالأعمال الجديدة. وزادت التوقعات بشكل عام للإنتاجية بعد أن وفرت الأنظمة الكثير من الوقت لمعالجة العديد من الأنشطة وفي بعض الحالات جعلتها فورية.
وأكد العمر التزام «بيتك» بتقديم الدعم اللازم للموظفين للانتقال إلى نموذج العمل الجديد الذي يمثل المعيار الجديد لمستقبل العمل، لافتا الى انه من شأن زيادة استخدام روبوتات المحادثة الاحترافية في مراكز الاتصال واستخدام أجهزة التفاعل XTM ومراكز الخدمة الذاتية أن يعزز نوعية الموظفين المعينين في المستقبل.
وأوضح أن اعتماد التكنولوجيا الحديثة في القطاع المصرفي ستسفر عن مجموعة من التطورات والمزايا الجديدة على هذا القطاع، أما بشأن التطورات فإن التقنية بلا شك تسهم في خلق نوعيات جديدة من الوظائف لم تكن معروفة أو مهمة على نطاق واسع، مثل التدقيق على الأنظمة وحمايتها، وهيكلة خدمات ومنتجات تعتمد على التقنية بشكل كامل، بالإضافة الى الأمن السيبراني والتسويق الإلكتروني والبيع عن بعد، والتواصل غير المباشر مع العملاء وصيانة الشبكات وتعزيز البنى التحتية التكنولوجية وغيرها من الوظائف ذات الطابع الخاص، وفي الوقت نفسه سيتطلب الوضع الجديد من الموظفين التحلي بمهارات وإمكانات ربما لم تكن مطلوبة من قبل وبما يتواءم مع مهامهم والوظائف الجديدة الأمر الذي يستتبع من الموارد البشرية اعداد التوصيف الوظيفي المناسب وتحديد المهام الوظيفية بدقة لمنع التداخل او التعارض في الأعمال مع تطبيق معايير جديدة تتعلق بالأمان وقياس الكفاءة وتقييم الأداء في وقت يتم فيه وضع منظومة متكاملة ومحددة للرواتب والأجور والمكافآت والمزايا والترقيات، بغية استقطاب المتميزين في المجالات السابق ذكرها وتعظيم دورهم في مجالات الأعمال المختلفة.
وأضاف العمر أن الاعتماد المتزايد على التقنية الحديثة ورقمنة الأعمال والأنشطة والخدمات والمنتجات على امتداد القطاع المصرفي بأكمله من شأنه المساهمة بدور رئيسي في خفض النفقات وزيادة الإيرادات مع تحسين جودة الخدمة وتوفير عوامل السرعة والدقة والأمان بالإضافة إلى تفريغ الموظفين خاصة في الخطوط الأمامية وفي الفروع للقيام بدور تسويقي من شأنه تحقيق الأهداف الموضوعة وزيادة الربحية وتعزيز الحصة السوقية والابتعاد عن الأعمال الروتينية شبه الآلية التي تستهلك من قدرات الموظف وتحتمل الخطأ وتخضع للاعتبارات البشرية من حيث الكم والكيف في الإنجاز.
وأكد العمر أن العنصر البشري من ذوي القدرات المتميزة والكفاءات المتخصصة لا يمكن الاستغناء عن دورهم المهم والمحوري في أداء الأعمال سواء كانت تتم عبر أنظمة وبرامج آلية او بصورتها التقليدية المعهودة والتي من المتوقع أن تبقى لفترة نظرا لأنه ما زالت شريحة من العملاء لا تتواءم بشكل كامل مع استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ولا تعتمد عليها بشكل كامل، لذا علينا ان نواكب قدرات عملائنا وإمكاناتهم والاعتماد على التقنية الحديثة بشكل يضمن استخدامها على النحو الأمثل والأكثر جدوى من العملاء من خلال استمرار نموذج الاعتماد على التقنية مع العنصر البشري معا، وسيظل للموظف دورا، تختلف أهميته من فترة ومرحلة الى أخرى.