وعد الرئيس الصيني شي جينبينغ بـ «إعادة توحيد» حتمية مع تايوان بوسائل «سلمية» بينما تتحدث الجزيرة في الأيام الأخيرة عن عدد قياسي من طلعات طائرات عسكرية من بكين.
جاء ذلك خلال حديث الرئيس الصيني بمناسبة الذكرى الـ 110 لثورة 1911 التي أطاحت بآخر أسرة حاكمة صينية.
وستحيي تايوان هذه الذكرى الأحد حيث يعتبر سون يات صن أول رئيس صيني وحكم لفترة قصيرة، «أبا الأمة».
وكانت جزيرة تايوان التي تتمتع بنظام ديموقراطي محكومة من قبل سلطة خاصة بها منذ انتصار الشيوعيين في الصين القارية في 1949. وتعتبر الصين هذه المنطقة من مقاطعاتها وتهدد باستخدام القوة في حالة إعلان رسمي عن استقلال الجزيرة.
وقال شي جينبينغ في قصر الشعب الضخم في بكين أمام صورة لسون يات صن إن «تحقيق إعادة توحيد الوطن الأم بوسائل سلمية يصب في المصلحة العامة للأمة الصينية بما في ذلك المواطنون في تايوان».
وأوضح ان «إعادة توحيد بلادنا يمكن أن يتحقق وسيتحقق»، وحذر من تدخل أجنبي، مؤكدا أن «مسألة تايوان شأن محض داخلي بالنسبة للصين».
وحذر جينبينغ من أنه «لا ينبغي لأحد أن يقلل من التصميم القوي للشعب الصيني على دعم السيادة الوطنية وسلامة أراضيها».
وفي سياق متصل، قالت السفارة الصينية في كانبيرا إن رئيس وزراء أستراليا السابق توني أبوت سياسي «مثير للشفقة» بعد أن ندد بالضغط الصيني على تايوان أثناء زيارته للجزيرة.
وزار أبوت بصفة شخصية الأسبوع الماضي تايوان، التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، واجتمع برئيستها تساي إينج-وين، وقال في منتدى أمني إن الصين ربما تشن هجوما مباغتا مع تباطؤ اقتصادها وتداعي ماليتها.
وردت السفارة الصينية في كانبيرا بمزيج من الغضب والاشمئزاز، وقالت في بيان مقتضب على موقعها الالكتروني «توني أبوت سياسي فاشل ومثير للشفقة. أداؤه البغيض والمجنون في تايوان كشف تماما عن توجهاته المقيتة المناهضة للصين. هذا لن يؤدي إلا إلى تشويه سمعته أكثر».
وجاءت زيارة أبوت بعد قيام الطائرات الحربية الصينية بعمليات اختراق واسعة لمنطقة الدفاع الجوي لتايوان على مدى أربعة أيام بدءا من الأول من أكتوبر الجاري.
وليس لأستراليا، مثل معظم دول العالم، علاقات ديبلوماسية رسمية مع تايوان لكنها تنضم إلى حليفتها الولايات المتحدة في التعبير عن القلق تجاه الضغط الصيني وخاصة الضغط العسكري.
الى ذلك، قال مصدر مطلع إن رئيسة تايوان تساي إينج-وين ستتعهد بالدفاع عن سيادة الجزيرة وديموقراطيتها في خطاب مهم الاحد، قائلة إنها تواجه تحديات أكثر تعقيدا وخطورة من أي وقت مضى، في وقت يتصاعد فيه التوتر مع الصين.
وبحسب موجز لخطابها بمناسبة اليوم الوطني، كما وصفه المصدر المطلع على محتواه لرويترز، ستقول تساي إن تايوان تقف في الخطوط الأمامية للدفاع عن الديموقراطية وتواجه تحديات معقدة وخطيرة لم يسبق لها مثيل.
وستعيد تساي تأكيد عزم تايوان الكامل على الدفاع عن نفسها والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، كما ستؤكد أن تايوان لن «تتقدم بتهور».
لكنها ستضيف أنه عندما يتعلق الأمر بسيادة تايوان، فلا يمكن التقهقر.