- مواطنون: مدارس «الوفرة» غير جاهزة ونعاني من توصيل أبنائنا إلى المناطق المجاورة والبعيدة ثم الذهاب إلى دوامنا في مناطق أخرى والعودة بأوقات متأخرة
- توفير الخدمات من جمعية وفرع تموين وإدارات حكومية ومدارس وفروع للبنوك وأكبر قدر من رجال الشرطة وتسيير الدوريات الليلية في المنطقة
- زراعة الأشجار على جوانب الطرقات أو الساحات لحماية السكان من الأمراض بسبب انتشار الأتربة وأضرار الغبار الذي يغطي المنطقة مع كل هبة ريح
محمد الدشيش
تعاني منطقة الوفرة السكنية من نقص كبير في أغلب الخدمات والمرافق الحيوية الضرورية كالمدارس والإدارات الحكومية والأسواق والجمعية الرئيسية التي لم تعمل إلى الآن، كما لا يوجد فيها فرع للتموين، إضافة إلى أنها تقع في منتصف الصحراء ويغطي أجواءها الغبار وتلفها الرمال والأتربة من كل الاتجاهات.
وللاطلاع على أوضاع الوفرة السكنية، قامت «الأنباء» بجولة في هذه المنطقة واستمعت إلى شكاوى وهموم ساكنيها، حيث عبروا عن معاناتهم بسبب بُعد المدارس وكذلك المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة وغيرها من الأمور التي تحدثوا عنها وتمنوا توفيرها في منطقتهم، فإلى التفاصيل:
كانت بداية جولتنا بلقاء فلاح العجمي الذي قال لـ «الأنباء»: يجب على الحكومة بجميع وزاراتها وجهاتها المعنية أن تنظر لنا نحن المواطنين قاطني منطقة الوفرة السكنية بعين الاعتبار بشكل جدي وبأسرع ما يمكن، فالمدارس غير جاهزة في منطقتنا ويجب استثناء هذه المنطقة وأن يكون التدريس لأولادنا عن طريق التعليم عن بُعد «أونلاين».
وأضاف العجمي: كنا قبل بدء الدراسة نستيقظ بشكل مبكر جدا حتى نصل إلى دواماتنا من دون تأخير بسبب بُعد المنطقة وازدحام الشوارع في الفترة الصباحية، والآن مع عودة المدارس والطلبة إلى مقاعدهم أصبحنا نصحى من النوم من الساعة 5 فجرا لكي نقوم بتوصيل الأولاد إلى المدارس ومن بعدها نتوجه إلى الدوام وأعمالنا وجميعنا في المنطقة نعاني من المشقة الكبيرة ومن ازدحامات الشوارع، كما أن بُعد المدارس يرهق أبناءنا، حيث إن الكثيرين منهم يقضون نحو 3 ساعات بين ذهاب للمدرسة والعودة إلى البيت، ونستغرب عدم تجهيز المدارس وافتتاحها رغم أنها من أهم الأمور الواجب توافرها في أي منطقة سكنية.
رمال وأتربة
كذلك التقينا مع أبومحمد الدويش، حيث قال: هذا حال منطقة الوفرة السكنية وهي تفتقر إلى الخدمات بأنواعها، ووعدونا بأن جميع الخدمات سوف تصل إلى المنطقة خلال فترة قصيرة وبأسرع من البرق «ولا شفنا برق ولا شفنا خدمات»، والمنطقة تطل على الصحراء من جميع الاتجاهات والأتربة تملأ الشوارع مع أي نسمة هواء أو هبوب للرياح وهذا يؤثر على صحة سكان المنطقة خصوصا المصابين بأمراض الجهاز التنفسي وحالات الربو، كما أن أقرب سوق لنا عند احتياجنا له يبعد عن منطقتنا 70 كيلومترا والدوامات من 70 إلى 120 كيلومترا وفي كل ذلك معاناة كبيرة للسكان، وحتى جمعية رئيسية أو فرع تموين لا يوجد لدينا، ونضطر لشراء احتياجاتنا ومستلزماتنا الاستهلاكية والمعيشية من الأسواق البعيدة وهذا يشكل عبئا كبيرا علينا، لذلك نطالب المسؤولين بالوفاء بوعودهم وتنفيذ الخدمات للمنطقة.
جميلة بأهلها
بدورها، تحدثت زينب خالد وهي من سكان جابر العلي سابقا والآن من سكان منطقة الوفره قائلة: المنطقة جميلة بأهلها ولكنها سيئة في خدماتها، وأكثر ما نعاني منه عدم وجود المدارس، فجميع أولادنا مدارسهم في محافظة الأحمدي، وشوف المعاناة التي نتكبدها بشكل يومي إضافة إلى الإرهاق والتعب الذي يعاني منه الأطفال بسبب بُعد المسافة والذهاب مبكرين جدا والعودة في أوقات متأخرة.
وأضافت زينب: صحيح أن دوامي قريب نوعا ما حيث أعمل في منطقة صباح الأحمد ويبعد عن منطقة الوفرة 25 كيلومترا، ولكن غيرنا الكثيرين ممن يعانون من بُعد المسافة أثناء توصيل أبنائهم إلى المدارس او وصولهم إلى الدوامات وأماكن عملهم أو حتى عندما نريد تخليص بعض المعاملات وخلال مراجعاتنا للمستشفيات أو الإدارات الحكومية المختلفة بسبب بعدها وعدم توفير أفرع لها في المنطقة لتقديم خدماتها للسكان بشكل سهل وميسر.
أبسط الخدمات
والتقينا أيضا مع يحيى بوحمد الذي قال لـ «الأنباء»: «تخيل أخوي أن السكن بالوفرة والمدارس في مبارك الكبير ولا يوجد عندي لا سايق ولا توجد باصات للتوصيل بسبب جائحة «كورونا» وإجراءات الصحة بمنع النقل بالباصات، ونريد نظرة من الحكومة لنا بعين الاعتبار وبشكل عاجل لأننا موطنون مثلنا مثل بقية المواطنين في المناطق الأخرى ونتمنى منهم توفير أبسط الخدمات من جمعية وفرع تموين وإدارات حكومية ومدارس وفروع للبنوك إلى آخر الخدمات المفقودة، كما أطالب بتوفير أكبر قدر من رجال الشرطة وتسيير الدوريات الليلية، وذلك لضبط الأمن في المنطقة ومنع حدوث السرقات أو التعديات.
وأوضح بوحمد ان المنطقة بحاجة إلى زراعة الأشجار والتخضير بشكل كبير بسبب انتشار الأتربة وأضرار الغبار الذي يغطي المنطقة مع كل هبة ريح، سواء على جوانب الطرقات والشوارع أو الساحات وحول المناطق المخصصة للخدمات حتى تلك التي لم تجهز بشكل نهائي، وأيضا هناك مناظر غير ملائمة كانتشار المهملات والقمامة على جوانب الطرقات والتي تحتاج إلى إزالة كونها تسبب أضرارا صحية وبيئية كبيرة.
تشجير وسواتر
من جهته، قال جابر المسلم: نعاني من تجمع الأتربة في الشوارع بسبب الغبار، وتخيل ان سياراتنا تغرز بالشارع ونضطر إلى سحبها بالونشات على حسابنا الخاص وهذه المأساة متكررة معنا منذ عامين ولا حياة لمن تنادي، فنحن نسكن في منطقة من 7 قطع جميعها يلفها الغبار من جميع الاتجاهات ونتمنى من المسؤولين في الجهات المعنية كالهيئة العامة للزراعة والبلدية والأشغال الاهتمام بالشوارع من خلال زراعة جوانبها ووضع السواتر الترابية على أطراف المنطقة لتحد من تحرك وانتقال الأتربة التي تغطينا مع كل موجة غبار، خصوصا أن المنطقة مكشوفة من جميع الجهات، وهناك حملات للتشجير نتمنى أن يكون للوفرة السكنية نصيب جيد منها.
جهود خدمية
والتقينا مع مدير خدمات النظافة في فرع الجمعية الوحيد في إحدى القطع من منطقة الوفرة محمد عبدالباسط، حيث قال: «بجهود شخصية من أعضاء جمعية الوفرة قدرنا ان نفتح هذه الجمعية وقمنا بتوفير بعض المستثمرين لفتح محل للوجبات السريعة وبعض المحلات الخدمية التي يحتاج اليها أهل المنطقة، كما قمنا بتنظيف 5 مدارس لافتتاحها في القريب وإن شاء الله تعالى قبل نهاية هذا العام سيتم افتتاح السوق المركزي الكبير في المنطقة، وقال للعام الثاني على التوالي نقوم بافتتاح قاعة لتوفير مستلزمات البر وبأسعار تنافسية، ونحن مع أي جهود تبذل لتنمية وتحسين المنطقة وخدمة أهاليها».
جمال وهدوء
والتقينا أيضا مع أحد الوافدين من سكان منطقة الوفرة وهو سعيد قطب، الذي قال: المنطقة تنقصها الكثير من الخدمات ولكننا متأملون أن تكون هذه الخدمات قريبا جدا كما نسمع بالوعود من بعض المسؤولين، وأنا انتقلت من منطقة الشاليهات إلى منطقة الوفرة وذلك لقربها من عملي والمنطقة جميلة وهادئة، ونتمنى أن تكون الفترة المقبلة فترة تطور وافتتاح لجميع الخدمات التي تلبي احتياجات ومتطلبات قاطني المنطقة خصوصا أنها من المناطق البعيدة والتي تحتاج لأن تكون الخدمات فيها متوافرة بشكل جيد.