تجري أحداث «The Guilty» - المستوحى من قصة حقيقية للمخرج أنطوان فوكوا - في موقع واحد، ويستعرض رجلا واحدا في معظمه، وهو يروي قصة شرطي يعمل في مركز اتصالات النجدة «911» ويسابق الزمن في محاولة لإنقاذ امرأة مخطوفة على طريق سريع في لوس أنجيليس أثناء اندلاع حرائق الغابات، ويعتبر هذا الفيلم المستقل بحد ذاته مثيرا في بعض الأحيان، ويقدم أداء مذهلا من قبل الممثل الرئيسي جيك جيلينهال.
يلعب جيلينهال دور «جو بايلور»، ضابط شرطة لوس أنجيليس السريع الغضب، والذي يعمل في نوبته الأخيرة في الصباح الباكر قبل السماح له بالعودة إلى الشوارع، ومن المفترض أن يمثل أمام المحكمة في وقت لاحق من ذلك اليوم لأسباب حجبها الفيلم - إلا أن المشاهد يستطيع تخمينها- مع تسبب حرائق الغابات المستعرة في كاليفورنيا بتعقيد يومه الأخير وبطء الاستجابة لاتصالات النجدة.
و«جو بايلور» لديه القليل من الوقت والصبر للرد على المكالمات التي لا تهدد الحياة، بل إنه يلوم العديد من المتصلين على مصائبهم، ولكن عندما يتلقى مكالمة غامضة من امرأة بائسة محتجزة في شاحنة متحركة تدعى إميلي (رايلي كيو)، والتي تتظاهر بأنها تتحدث إلى ابنتها الصغيرة لتجنب جعل زوجها السابق هنري (بيتر سارسغارد) يكتشف أنها تتكلم مع النجدة، تأخذ ليلة «بايلور» العديد من المنعطفات غير المتوقعة، ويبدأ بالتصرف بشكل طائش من ناحية الإجراءات القياسية، وهنا تبدأ أحداث الفيلم الذي تم عرضه للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي ويعرض حاليا على منصة نتفليكس بعد عرضه في السينما بشكل محدود.
نادرا ما تبتعد الكاميرا عن «جيلينهال»، الذي يرسخ الطابع الأميركي بالقصة عبر إضفاء مزيج من العدوانية والإرهاق، فـ«جو بايلور» يتخيل نفسه حاميا صالحا، على الرغم من أنه لا يبدو محبوبا من أهل المدينة ومن زملائه بسبب مزاجه وعصبيته، ويذكرنا الفيلم بشكل عام بفيلم «The Call» للنجمة هالي بيري في 2013، حيث تلقت استغاثة من فتاة مخطوفة فظلت معها إلى أن تم إنقاذها، مع الاختلاف في هذا العمل.
وبالنسبة إلى فيلم يركز على شخصية واحدة ومزاجها لقرابة 100% من مدته، فإن هذه اللحظات النادرة للكاميرا التي تبتعد عنه لا تضيف الكثير إلى القصة، كما ان تصوير الحرائق ضمن الأحداث يعطي شعورا بأنه قوي البنية لكنه مجرد انطباع، حيث إننا لا نرى شخصيات داخل النيران، فقط اتصالات هاتفية تترابط مع لقطات «بايلور» المقربة، ولم يتم استخدام لقطات النيران النيران المستعرة باستثناء كونها آلية لتحريك الحبكة الدرامية.
الفكرة الأخرى التي يشعر المرء بأنها غير ملتزمة بالسيناريو هي ما يريد «The Guilty» أن يقوله حول عمل الشرطة، فبشكل مشابه للقصة الأصلية، يستخدم الفيلم موضوع إساءة الاستخدام الممنهج للسلطة كخلفية عامة، بين أفعال «بايلور» السابقة- التي يكشفها الفيلم في لحظات دقيقة للغاية - وقساوته تجاه العديد من المتصلين.
إن تلك الفرضية مجرد ذريعة للتركيز على أداء تمثيلي قوي لجيلينهال الذي ينغمس في غضب يائس في كل مشهد يمر علينا، وهو ما ينعكس على الشخصية التي يؤديها، حيث يجبر «بايلور» على التأمل حول ما فعله مع تكشف المزيد من التفاصيل عن «إميلي».
الفيلم ليس قصة حول الفساد الشامل أو الكيانات التي تحمي مرتكبي الجرائم العنيفين بالزي الرسمي للشرطة، على الرغم من أن ذلك جزء من الإطار العام له، كما أنه لا يحتاج إلى أن يسلط الضوء على موضوعات تشير الى فساد معين، لكن المخرجين فوكوا وبيزولاتو حاولا إضافة تعليق حول تلك الأمور فوق القصة الحالية، بدلا من جعلها جزءا لا يتجزأ من الحبكة أو الشخصيات.
بالرغم من محاولات فيلم «The Guilty» للتعليق على المشاكل الاجتماعية، في قصة كان التعليق واضحا فيها بالفعل، إلا أنه أثبت أنه آسر في بعض الأحيان، وذلك بفضل أداء «جيك جيلينهال» الرائع، والطريقة التي يعبر فيها عن المشاعر المعقدة والمتضاربة.