إن الدمار الذي شهده العالم بعد اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية وما خلفه من آثار كارثية على المجتمعات جمعاء هذا فضلا عن الملايين التي قتلت بلا ذنب بل ذهبوا ضحايا للصراعات السياسية التي متى ما فشلت الحلول الديبلوماسية معها تتحول إلى حرب مدمره تأكل الحرث والنسل ولا تترك أيا كان بسلام وأمان.
ونظرا لما خلفته تلكما الحربين وصلت دول العالم لتسوية، وقد تكون أولى مظاهر هذه التسوية ان تكون هناك أمم متحدة ومجلس للأمن للتمكن من حفظ الأمن والسلام الدوليين حتى لا تتكرر حادثة الحربين.
وقد حرصت الأمم المتحدة منذ بداية تأسيسها على دمج دول العالم وفتح قنوات اتصال وتواصل فيما بينهم لتسوية النزاعات ومد جسور التعاون لتقريب الشعوب كتهيئة لما نحن عليه اليوم بعد ظهور الإنترنت ووسائل التواصل فقد اندمجت المجتمعات ببعضها بشكل كبير وأصبحت هناك لغة أم تجمع الشعوب كافة ألا وهي اللغة الإنجليزية التي مكنت الكثير من التواصل بكل سهولة.
وقد حاربت الأمم المتحدة لسنوات التطرف والاتجار بالبشر والتمييز العنصري والإرهاب وقد حاولت جاهدة ومازالت ان تقتلع جذور الشر قبل ان تنمو وذلك من خلال قنواتها ومصادرها حول العالم.
إلا أنه على الرغم من كل الجهود فلايزال التمييز العنصري قائما، البعض يمارسه بشكل واضح ودون ادنى إحساس بالمسؤولية وهذه المرة لم يمارس التمييز العنصري العرب والمسلمون لأن المسلمين قلما يمارسون التمييز العنصري ضد شعوب العالم، صحيح ان كل الدول العربية لديها بالتأكيد مظاهر تمييز عنصري وتحيز إلا ان هذا قد لا يعني الكثير لأن تمييز البعض من عدمه غير محوري لدى الأغلبية فمن يرغب في ممارسة التمييز العنصري فليمارسه وليشبع به لأن الأمر برمته غير مهم.
ولكن شكوانا اليوم على جامعة كارولونيسكا بالسويد وهي الجامعة المخولة بمنح جوائز نوبل، وهنا نرفع الأمر برمته إلى السيد أنطونيو غوتيريس للوقوف على ممارساتهم المستمرة في التمييز العنصري ضد العرب والمسلمين.
فسنوات طوال ودائما جوائز نوبل تمنح لغير العرب والمسلمين ولم يحدث ان منحت سوى لما لا يتجاوز الأربعة أشخاص منذ تأسيس الجائزة حتى اليوم.
ولأن أوروبا تعتبر مهمة بالنسبة لكثر ويغارون عليها وعلى سمعتها ولا يقبلون أن تنعت جامعات السويد وهي إحدى جامعات الدول الأوربية بأنها تمارس التحيز والتمييز، فهذا النعت بالتأكيد مرفوض ويوصم أوروبا ويشاع انها لا تحب العرب وكثر من العرب تربوا على المنهج والثقافة الأوربية، فهذا أمره مرفوض لأنه سيؤثر على شعبية أوروبا حول العالم.
ومثل هذه الممارسات بالتأكيد ستعمل على التمييز بين شعوب العالم وهو شكل من أشكال الاضطهاد الذي قد يولد أحقادا ضد أوروبا هي في غنى عنها.
فكيف لنا أن نخلق ثقافات متقاربة ونقارب بين شعوب العالم وهناك من يفاضل بين الكفاءات ليس على أساس الموهبة والذكاء والعلم والمعرفة بل على أساس عرقي وديني.
وهذا حقيقة احد مظاهر التخلف، فكيف لجامعة تمنح أوسمة لعلماء وتفكر بهذه الطريقة والعقلية البعيدة تماما عن أرض الواقع؟ إذن كيف نعمل على محاربة العنصرية والتمييز على أساس الجنس واللون والدين ونخلق مجتمعات متوازنة؟
وفي المقابل ما فائدة توحيد المناهج الذي عملت اليونسكو عليها جاهدة والمصاريف التي تصرفها الأمم المتحدة سنويا بهدف تحقيق أهداف اليونسكو؟ لذا نرفع اليوم شكوانا لأمين عام الأمم المتحدة للنظر في آلية توزيع جوائز نوبل ومحاربة مظاهر التمييز العنصري.