الشارقة موفد «الأنباء»: يوسف غانم
وسط حضور لافت للتعرف على شخصية العام الثقافية، تحدث الأديب والروائي الكويتي طالب الرفاعي عن أهم المحطات والمواقف والتجارب التي أثرت في تكوينه كأديب وقاص وروائي منذ الطفولة ومراحل الدراسة الأولى وقراءته المبكرة للأدب العالمي حتى استطاع الوصول إلى ما هو عليه، وما يعنيه الفوز بجائزة شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 40، مشيدا بما قدمه له الكثيرون من الأدباء والمفكرين الذين عاصرهم منذ بداياته، وكيف استفاد من تجاربهم ونصائحهم وتواصله معهم.
جاء ذلك خلال أمسية ثقافية أقيمت على هامش جلسات المعرض الثقافية بعنوان «نهر القراءة وضفاف الكتابة»، أدارها رئيس تحرير مجلة الشارقة الثقافية نواف يونس الذي أشاد بأعمال الرفاعي الأدبية.
وأكد الرفاعي ان تجربته الإبداعية كانت حصيلة مراحل مختلفة من القراءات التي غرست في وعيه الشعور بقيمة الكتابة، وعززت لديه الإيمان بقوة الأدب على تصوير مشاعر الإنسان والغوص في عوالم البشر ومعاناتهم وأحلامهم، مستعرضا أثر القراءة في تكوين شخصيته الأدبية، ابتداء بغوصه في عالم الأدب العالمي بداية بالروسي وقراءاته لأعمال مكسيم غوركي، وخاصة روايته الشهيرة «الأم» التي وصف تأثيرها عليه كقارئ بالزلزال، مرورا بأعمال دوستوفسكي وفرويد، وحتى الأدب الفرنسي والإنجليزي، ثم الأميركي من خلال أعمال أدباء، أبرزهم وليم فوكنر صاحب رواية «الصخب والعنف».
وعن الأسماء العربية التي أثرت في تجربته، أشار الرفاعي إلى الأديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل والروائية ليلى العثمان، ودورهما في تعريفه على عدد كبير من الأدباء والفنانين التشكيليين والمسرحيين العرب من الأجيال المعاصرة والتي سبقته، ممن كانت لهم بصماتهم الإيجابية بمسيرته، موضحا أنه كان محظوظا جدا بمعرفة جيل من الأدباء والفنانين الكبار وواصل مشوار حياته في خطين متوازيين، أحدهما كان عمله المهني بمجال الهندسة، ثم انتقاله إلى العمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، إلى جانب مواصلته لمشروعه الأدبي الذي أثمر 9 مجموعات قصصية و8 أعمال روائية أحدثها رواية بعنوان «خطف الحبيب»، بالإضافة إلى عدد من الدراسات الأدبية.
وبين أن القراءة فتحت وعيه على إمكانيات اللغة الأدبية في الإلمام بالعوالم النفسية للبشر والتعبير عن مشاعر وهموم النفس الإنسانية، التي مهما اختلفت جذورها وثقافاتها فإنها تشترك في الأحلام والهواجس وتتقاسم المخاوف والآمال ذاتها.
وعن رؤيته للأدب والحياة، قال: «إن مأزق الكاتب أنه يعيش في وحدة طوال الوقت، ومأزق الإنسان يتجسد في أنه لا يعيش التجربة في لحظتها الطازجة سوى مرة واحدة». وختم بالإشارة إلى أن عشقه للقصة القصيرة دفعه إلى تأسيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة عام 2015، والتي وصلت إلى دورتها الرابعة.