تلقيت بمزيد من الحزن والأسى خبر وفاة صديقي الكاتب صاحب القلم الصادق والنزيه الملهم الأستاذ الكاتب ذعار الرشيدي - بو محمد، بعد صراع طويل مع المرض، رحمه الله وأسكنه المولى فسيح جناته.. منزلا مباركا مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
ومنذ أن وصلني هذا الخبر المفجع والحزين بالنسبة لي وللإخوة في قطاع الصحافة والإعلام.. لم تتوقف وسائل التواصل الاجتماعي عن استقبال رسائل التعزية وذكر مناقبه وذلك للتعبير عن مشاعر الفقد.. بارك الله فيهم وبشعب الكويت الكريم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ما يقارب العشرين عاما، عاشها الراحل بمسيرته الإعلامية كاتبا في العديد من الصحف المحلية.. ومنها جريدة «الأنباء» التي أنتمي لأسرتها الكريمة والعزيزة في زاوية الكتاب، وقبلها في جريدة «القبس» عبر إعداد صفحة الواحة، وكذلك في جريدة «الوطن» عبر ملتقى الشعراء وقلمه في مجلة «الغدير» بالإضافة إلى كتاباته في الصحف العربية مثل جريدة «الوطن القطرية» ومجلة «آخر ساعة» وغيرها العديد من الصحف والمجلات.
وتقديرا لقلمه الحصيف صاحب الرسالة المتميزة بالسهل الممتنع، شغل الراحل منصب مسؤول القسم الأمني في جريدة «الأنباء» الكويتية، كما كانت له زاوية مخصصة في صفحة المقالات تحت عنوان «الحرف 29» استمرت لما يقارب 19 عاما.
ومنذ أن تلقيت خبر وفاة الأخ والصديق الكاتب المخضرم (بو محمد) بعد صراعه مع المرض، حتى أعدت في ذاكرتي شريط كل الصور والأماكن والمواقف والمحادثات التي جمعتني والراحل، رحمة الله عليه، ولم يكن زميلا في زاوية الكتاب فقط بل كان زميلا في القطاع النفطي، وكان له دور في تشجيعي على دخول «الأنباء» ككاتب كويتي راصد لقضايا شعبه وأمته، ولقد تميزت كتابات الراحل تحت زاوية «الحرف 29» بالتأطير الأدبي الساخر عند تسطيره المقال بقراءاته الذكية للمشهد السياسي الكويتي والإقليمي.
وله كتاب جمع فيه مقالاته المنتقاة وفق رؤيته الصحافية والمجتمعية عبر كتابه (الحرف 29) الذي أصدر بين عام 2008 و2011، حينها شدتني مقدمة الكتاب حينما أوضح الراحل ذعار الرشيدي.. بفهمي لتلك المقدمة.. أن تساؤلاته بـ (الماذات) عرابة مقالته.. رحم الله الأخ الكاتب المخضرم والزميل المقرب من قلبي المغفور له بإذن الله، ذعار الرشيدي، وبدوري أتقدم من ذوي الراحل بالعزاء.. وأسأل الله أن ينزل على قلوبنا وقلوبهم الصبر والسلوان.. رحلت وسنبقى يا ذعار على خط «الماذات» سائرين.
[email protected]