«إن أردت أن تهدم مجتمعا ابدأ بالتعليم»، مقولة قد تأصلت بالمجتمع الكويتي للأسف، ففي الآونة الأخيرة وبعد أزمة جائحة كورونا - والعودة للحياة الطبيعية، ظهرت ظواهر تربوية سلبية مقلقة للمجتمع الكويتي، لن أقول ما هو السبب ويوجب البحث عنه؟ حيث إن الأسباب واضحة المعالم، فأولها دمار أسلحة التعليم - وثانيها هزالة الأثر التربوي للأسرة - وثالثا الإعلام الفاسد خليف الأجهزة الذكية.
فأسلحة التعليم هي: المعلم - المناهج - البنية التحتية - المهارات التربوية، فما سبق قد تهالك وأهمل، فالكثير من المعلمين بدءا من أستاذ في مؤسسة تعليمية كبرى إلى معلم ناشئ، أعتقد أنهم بحاجة إلى حملة إصلاح من حيث الثقافة التربوية ووضوح الأهداف التربوية من أجل النهوض للأفضل، أما بالنسبة للمناهج فهي بحاجة لإعادة النظر، إلى جانب أن البنية التحتية المتهالكة في أغلب مدارس الكويت بحاجة لإعادة بناء وتدوير، وأخيرا انعدام المهارة التربوية التي تغرس القيم الأخلاقية بدلا من أن تحبطها.
أما الأسرة اليوم فاستسهال القيم الدينية من شأنه الانحدار الأخلاقي - القيمي، فقد انحدرت قيم الستر والاحترام وبلاغة اللغة والإحسان والثقافة الإسلامية الدينية، حيث لوحظ على الكثير من أبنائنا الطلبة انخفاض في الثقافة الإسلامية الواجب تعلمها كأساسيات للفرد المسلم، فالأسرة لها دور في إضعاف التعليم التكميلي للمدرسة، والدين عصمت أمر المسلم، فإن ضعف وتهتك - فإلى أين يسير المجتمع؟ أما ما يقدمه الإعلام من انحدار قيمي أخلاقي، فإن لم يكن هناك تعاون بناء بين الأسرة والمؤسسات التعليمية فلن يتمكن المجتمع من معالجة ومقاومة تلك الظواهر السلبية اثر ما يستقبله الفرد من أفكار وثقافات هابطة.
فظاهرة الإدمان الإلكتروني - وظاهرة انحدار مستوى القراءة والكتابة لدى الكثير من الطلبة - واندثار الثقافة والهوية الكويتية في بعض محافظات الدولة - وظاهرة قلة الوازع الديني - وظاهرة التعري لدى الفتيات - وظاهرة تهتك الأسلوب التربوي القائم لدى الغالبية من المعلمين - وظاهرة التدخين المتفحش لدى مدارس الطلبة للمرحلة الثانوية - وظاهرة التلوث البيئي وانحدار مستوى النظافة - وظاهرة العنف والقمع والتنمر داخل الحرم المدرسي - وظاهرة قمع وإحباط الكوادر الوطنية المتميزة على المستوى الإقليمي.. والكثير الكثير من الظواهر التي نصبح على أخبارها بقلق وحزن شديد، فلم تعد هناك أهمية للقراءة ونحن أمة اقرأ، ولم يعد هناك إعلام قوي يستند اليه في النهوض بالمستوى القيمي للمجتمع، ولم تعد هناك أيضا ثقافة من قبل أقوى المؤسسات التعليمية السالفة الذكر في البناء والنهوض بالتنمية البشرية، فعلى المجتمع بأكمله النهوض بوعيه أولا، ومن ثم التعاون والتكافل البناء في الصناعة الإنسانية للفرد، وعليه يتم القضاء والنجاة من تلك الظواهر السلبية.
LinesTitle@