كما هو معروف لدى الجميع أننا وللأسف مازلنا نغوص في مشاكلنا الداخلية ومازلنا منذ عقود مضت ندور بالحلقة المفرغة نفسها التي لم تعطنا فرصة للتقدم إلى الأمام والنهوض بشكل نموذجي ومماثل لدول الخليج التي سبقتنا في التطور الحضاري والتنموي والرقمي والتكنولوجي.
ولكن المشكلة اليوم أن الوضع اختلف تماما فالعالم أصبح مهددا بدخول حلبة الصراع الدولي وقد يندلع هذا الصراع المرعب بأية لحظة ونحن طبعا ليست لنا به لا ناقة ولا جمل.
ومع ذلك سيفرض علينا صراع من نوع آخر وهو الصراع من أجل البقاء لأن صراع الأقوياء يتضرر به الضعفاء الذين لم يضعوا لهم حتى الآن خطة واضحة وشاملة لأسوأ الاحتمالات الناجمة عن صراع العمالقة، وعلى أثر ذلك سندخل نحن في طريق الاتجاه الجبري لنسيان صراعنا الداخلي العقيم والدخول في برنامج الصراع الدولي ولا بد أن نكون أقوياء بكل ما لدينا من مقدرات.
وكمقارنة سريعة نجد أن سويسرا تعتبر من دول حلف الناتو إلا أن جيشها وإمكاناتها التسليحية متواضعة مقارنة ببعض جيوش هذا الحلف إلا أنها بالمقابل لديها أفضل خطة شاملة للوقاية من آثار الحرب العالمية الثالثة، إذ قامت ببناء ملاجئ داخل الجبال وتم تزويد هذه الملاجئ بكل المستلزمات الإنسانية ويقال إنها تتسع لضعف عدد سكان سويسرا، وبهذه الخطة نجدهم مدافعين أقوياء.
وكما هو معروف أن أغلب غذاء الكويت يستورد من الخارج إما برا أو بحرا أو جوا، وعند اندلاع الصراع الدولي سيتوقف تدفق الغذاء والدواء وقطع الغيار الخاص بالمنشآت الحيوية على العالم أجمع وعلى الكويت أيضا بسبب توقف حركة الطيران وحركة الملاحة ولن ينجو من ذلك إلا الدول التي لديها اكتفاء ذاتي.
والغريب في الأمر أنه ليس لدينا اكتفاء ذاتي وقد نتعرض إلى مجاعة إذا لم يؤخذ الأمر على محمل الجد، وبالرغم من حجم الخطر المحتمل فإننا لا نسمع ولا نرى في أخبار الصحافة المحلية أي نوع من أنواع التحرك الحكومي لفرض الاستعدادات لهذه الأزمة المرتقبة، وهذا الصمت ربما يفسر من قبل البعض على أن هذه الاضطرابات والحشود العسكرية الدولية نوع من أنواع الضغوطات السياسية الدولية بين أطراف هذا الصراع فقط لا غير.
وأنا أتمنى أن يكون هذا التفسير في محله، لكنني أعتقد ومن منطلق نظرية الاحتمال الأسوأ أن الواقع غير ذلك تماما وسندفع الثمن إن لم نستعد من الآن.
نسأل الله أن يحفظ الكويت من مكروه.
[email protected]