مبارك الخالدي
الديربي الكويتي صراع تقليدي بين قطبي الكرة الكويتية القادسية والعربي، والذي يحفل بحضور جماهيري كبير بصرف النظر عن موقع اي منهما في المنافسة على بطولة الدوري او مباريات الكؤوس، وهي حالة معتادة في كل «ديربيات» دول العالم، لكن في الكويت فالوضع مختلف، والحالة هنا خاصة جدا، فلقاء القمة بين الاخضر والأصفر أصبح كرنفالا ترتاده العائلات بقوة رغبة منها في كسر حالة الملل والبحث عن البهجة والسرور، وسط انغام الشيلات المتبادلة بين جماهير الفريقين والاهازيج التي تقدمها رابطتا التشجيع للأخضر والاصفر والتي تبدأ قبل المباراة بساعة واكثر احيانا، الامر الذي ينثر الفرح والسعادة بين الحضور كبارا وصغارا رجالا ونساء.
كما أن الأجواء خارج الاستاد رائعة تخطف الأنظار وانت تشاهد المجاميع تتدافع لأخذ موقعها داخل الاستاد والابتسامات تعلو محيا الجميع، وأحاديث عن التوقعات، ومجاميع اخرى تتسابق لشراء الأعلام وشعارات الفريقين، ليتحول المشهد خارج الاستاد الى سوق من السعادة والفرح، ما يجعل الحضور الى المباراة في الملعب اشبه بالحضور الى احتفال شعبي، خصوصا اذا ما تفاعلت معه الإذاعة الداخلية للملعب، وهذا ما لمسناه أول من امس في اللقاء الجماهيري بين العربي والقادسية على ستاد صباح السالم، فالمباراة لم تكن صراعا على ثلاث نقاط بين الفريقين، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك لتؤكد ان الكرة ليست مجرد لعبة، بل ان الوجه الآخر لها أكبر من ذلك وهو نثر اجواء المتعة والسعادة بين افراد المجتمع ورفع الحالة الايجابية في النفوس، ولعل هذا ما يفسر سبب حزن و«زعل» الكثيرين على نتائج منتخباتنا الوطنية المتراجعة، والجيل القديم يتذكر جيدا كثافة مشاركة العائلات الكويتية (رجالا ونساء) في دعم الازرق الذهبي والرياضة بشكل عام، فكان ولايزال الحضور الجماهيري العائلي ثقافة تفرد بها المجتمع الكويتي.