كنت قد كتبت فيما سبق عن «كلوب هاوس»، وكان مقالي آنذاك إنما هو الانطباع الأول وإحساس اللحظات الأولى.
ما كتبته سابقا كان طبيعيا بكل تفاصيله بحكم المدة الزمنية القليلة التي أمضيتها إبان كتابة المقال الأول، وما سأكتبه الآن ازعم انه طبيعي جدا أيضا بل وبزاوية رؤية أدق وأوسع وأشمل وأكمل.
إن كنت سابقا أقول إن تطبيق «كلوب هاوس» به الكثير من الغث والسمين، فإنني هنا أؤكد على السمين وعلى ما ينطوي عليه «كلوب هاوس» من نعم تفوق بشكل كبير النقم التي يحتويها او تحتويه.
>>تطبيق «كلوب هاوس» كشف لي الكثير من أقنعة الزيف التي كنت أعامل البعض من خلفها بكل احترام لا يستحقونه.
تطبيق كلوب هاوس كشف لي الكثير من العقول والضمائر والأنفس الجوفاء التي كنا نحترم بكل أسف.
تطبيق كلوب هاوس كشف لي بعين الخبير في السياقات والاتساقات والأنساق الإنسانية، والمحترف في قراءة السطور وما بين السطور من كلمات ومن سطور أيضا.
وإذن المتبحر والمتخصص في سبر ورصد جمل التورية وتعابير المواربة وفضح «علامات» الإدغام بغنة هنا او هناك.
تطبيق كلوب هاوس كشف لنا الكثير من الخلايا النائمة للذباب الإلكتروني في هذا الجانب والكثير من الخلايا النائمة الأخرى للذباب الإلكتروني المضاد في الجانب الآخر.
كلوب هاوس كشف لنا حروب الوكالة بين بعض المستأجرين لبعض الجهات المجهولة والمشبوهة التي لا تفيد الكويت لا شعبا ولا حكومة، بل تسيء الى علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة وتوغر القلوب وتثير الضغائن والبغضاء والشحناء بيننا كشعب كويتي وبين الشعوب الشقيقة والصديقة.
>>من النعم الكبيرة لتطبيق كلوب هاوس انه كشف لنا السذاجة والضحالة الفكرية والفراغ المستحكم في أغلب مرتادي وجمهور هذا التطبيق.
لا أنكر أن هناك «رومات» محترمة وذات أهداف وفكر ورسائل إنسانية رائعة بشتى المناحي والاتجاهات.
لا أنكر أن هناك شخصيات ذات فكر ورأي وشخصيات مؤثرة سياسيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا ولكن ما يعزز رأيي أعلاه،
أن هذه «الرومات» المحترمة ذات الشخصيات المحترمة لا تجد حضورها إلا أعدادا قليلة جدا بأقصى مداها لا تتجاوز العشرات القليلة.
بينما «الرومات» الساقطة المسيئة للأفراد والمؤسسات والدول تجد مرتاديها بالمئات وفي أحيان بالآلاف.
>>تطبيق كلوب هاوس جعلني أترضى وأرضى قليلا على بعض المجموعات البشرية المنتشرة بكثرة في المجتمع
والتي أسميتها أنا «حزب الجنجفة»، ومفردة «الجنجفة» لغير الناطقين باللهجة الكويتية تعني «لعبة: الكوتشينة، أو الشدة، أو الورق».
وهؤلاء أفراد (حزب الجنجفة) لا نظام ولا اهتمام لديهم ليلا ونهارا سوى لعب «الجنجفة»، لا يجيدون في هذه الحياة سوى هذا النوع من اللهو وعندما نأتيهم ونحاول توعيتهم.. لا يلتفت منهم للحديث إلا من يخرج من اللعبة ويحاول تمضية الوقت حتى يصله إليه الدور مرة أخرى، ولسان حالهم أمام كل قضية حقوقية او حقه ومستحقه نطرحها هو عبارة «وانت شكو..؟».
(انت شكو؟) عندهم حاضرة في كل حوادث الوطن والأمة، أمر واحد فقط هو اللذي يسترعي انتباههم وإحساسهم وجميع جوارحهم
ولا تجد به محلا لإعراب كلمة «وانت شكو؟» إلا وهو الحديث عن زيادة الرواتب أو زيادة أصناف جديدة على المواد التموينية.
وهؤلاء بكل أسف ما هم إلا مجرد «كوم حجر» على رقعة شطرنج السلبية واللامبالاة.
فعلا.. الله لا يغير عليهم!
[email protected]
[email protected]