أحكم المتحور «أوميكرون» النسخة الجديدة من فيروس كورونا، قبضته وأصبح السلالة السائدة في جنوب أفريقيا، بعد أقل من أربعة أسابيع على اول ظهور لها، فيما انضمت الولايات المتحدة اليوم لصفوف الدول التي غزاها المتحور بعد تسجيل أول حالة داخل حدودها كما وسجلت الإمارات أول إصابة أمس الأول.
وأول إصابة معروفة في الولايات المتحدة لشخص حصل على التطعيم بكامل جرعتيه في كاليفورنيا وكان قد عاد إلى بلاده قادما من جنوب أفريقيا في 22 نوفمبر، وأثبتت الاختبارات إصابته بعد سبعة أيام من تاريخ عودته.
وقال د. أنطوني فاوتشي كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة للصحافيين في البيت الأبيض إن الحالة تعاني من أعراض طفيفة وتم إيداعها في الحجر الصحي.
وأعلن فريق عمل البيت الأبيض المكلف بتنسيق جهود التصدي لفيروس (كورونا المستجد كوفيد- 19) استعداده لمواجهة تحدي المتحور الجديد «بالعلم والسرعة» وأنه تم اتخاذ إجراءات للتعامل مع «جميع السيناريوهات».
وقال الفريق في بيان له «نعتقد أن اللقاحات الحالية ستوفر مستويات معينة من الحماية ضد اعراض المرض الشديد بسبب (أوميكرون) كما يتمتع الأفراد الذين حصلوا على جرعات معززة بحماية أقوى».
وحث البيان «جميع البالغين سن الرشد على الحصول على جرعات معززة وتطعيم أنفسهم وأطفالهم إن لم يكونوا قد فعلوا ذلك بالفعل»،
ولعل أبرز نقطة في الإجراءات التي تم الإعلان عنها في اميركا أمس هي تشديد التدابير للمسافرين الدوليين: اعتبارا من «مطلع الأسبوع المقبل» سيكون عليهم تقديم فحص سلبي يتم إجراؤه قبل يوم من موعد السفر بالإضافة إلى شهادة التطعيم.
ومع ذلك، أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أنه في الوقت الحاضر لا حجر صحيا على الوافدين، وهي معلومات تم تداولها في الصحافة.
كما قررت إدارة الرئيس جو بايدن تمديد قرار إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل العام والذي كان ينتهي العمل به في 18 يناير، حتى مارس المقبل.
لكن الرهان الأكبر بالنسبة بايدن يبقى في تسريع التطعيم بعد أن وعد قبل انتخابه بالقضاء على الوباء. ويتعرض بايدن لانتقادات لإعلانه النصر قبل أوانه مطلع يوليو، ثم تفشي المتحورة دلتا في البلاد.
بينما تم تطعيم أقل من 60% من الأميركيين من جميع الأعمار بشكل كامل، على البيت الأبيض إقناع أولئك الذين لم يتطعموا القيام بذلك، وكذلك إقناع المطعمين الحصول على جرعة معززة مع تشجيع الأهل على تطعيم أطفالهم من سن الخامسة.
وفي أوروبا، قال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهو الوكالة المعنية بالصحة العامة في الاتحاد الأوروبي، إن سلالة أوميكرون المتحورة قد تسبب أكثر من نصف إصابات كوفيد-19 في أوروبا خلال بضعة أشهر.
وأضاف المركز في وثيقة «بناء على نماذج حسابية أجراها المركز، هناك مؤشرات على أن أوميكرون قد يتسبب في أكثر من نصف إصابات سارس-كوف-2 في الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية في غضون أشهر قليلة».
وقالت إيمر كوك المديرة التنفيذي للوكالة الأوروبية للأدوية إن التحليلات المعملية ستوضح خلال اليومين المقبلين ما إذا كان دم الأشخاص الحاصلين على اللقاحات يحتوي على أجسام مضادة كافية للتغلب على المتحور الجديد.
إلى ذلك، أعلنت وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية أمس اعتماد دواء جديد يساعد على تخفيف أعراض فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) ويقلص من الحاجة إلى دخول المستشفيات.
وذكرت الوكالة في بيان صحافي أنه تم رسميا منح الاعتماد لدواء (زيفودي) للاستخدام لكل من تفوق أعمارهم 12 عاما ويزيد وزنهم على 40 كيلوغراما ولديهم أعراض خفيفة إلى متوسطة من فيروس (كورونا) إضافة إلى تصنيفهم ضمن الفئة المعرضة للخطر إما بسبب علة في القلب أو الإصابة بالسكري والسمنة أو لتجاوز سنهم الستين عاما.
وأوضحت أن الدواء الذي طورته شركة (غلاكسو سميث كلاين) البريطانية و(فير بيوتكنولوجي) الأميركية يتم حقنه في الوريد مباشرة لمدة 30 دقيقة، مضيفة أن التجارب «أثبتت قدرة العلاج على تقليص احتمالية دخول المستشفى والوفاة من العدوى بنسبة 79%».
وفي أفريقيا، قال المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا إن صفات أوميكرون والبيانات الوبائية المبكرة تشير إلى قدرته على اختراق حصون المناعة التي يوفرها التطعيم، لكن اللقاحات المتاحة لاتزال توفر حماية من الأعراض الحادة للمرض والموت بسببه.
وأضاف المعهد أن 74% من جميع العينات التي تم وضع التسلسل الجيني لها خلال الشهر الماضي كانت من المتحور الجديد، الذي أعلن عنه قبل أسبوع، لكن العينة التي تم العثور عليه فيها لأول مرة مأخوذة في يوم 8 نوفمبر في مقاطعة غوتنغ، الأشد اكتظاظا بالسكان في جنوب أفريقيا. وقفز عدد الحالات الجديدة المسجلة في جنوب أفريقيا إلى المثلين من الثلاثاء إلى الأربعاء.
وفيما تواصل دول العالم القيود على حدودها، كشفت نيجيريا ان المتحور الجديد تفشى قبل أسابيع مما كان يعتقد. وأعلن مركز مكافحة الأمراض في نيجيريا إن اختبارات بأثر رجعي لحالات إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بين مسافرين وصلوا إليها أكدت ظهور المتحور الجديد في عينة تم أخذها في أكتوبر. ولم يذكر المركز اسم البلد الذي جاء منه المسافرون.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأول، إن قيود السفر التي فرضتها بعض الدول لمكافحة انتشار كوفيد-19 والتي تعزل دولة أو منطقة واحدة بعينها «ليست فقط غير عادلة وذات طابع عقابي قاس وإنما أيضا غير فعالة».
وأضاف غوتيريش للصحافيين في نيويورك إن الطريقة الوحيدة لتقليل مخاطر انتقال العدوى مع السماح باستمرار حركة السفر والأنشطة الاقتصادية هي فحص المسافرين بشكل متكرر «إلى جانب اتخاذ إجراءات إضافية مناسبة وفعالة بحق».