يضيف الفيروس الجديد «أوميكرون» المتحور عن كورونا، يوميا عددا جديدا من الدول الى قائمة المناطق التي انتشر فيها، مع استمرار الغموض حول خطورته وفعالية اللقاحات التي يتم توزيعها حالية لمواجهة الجائحة.
فقد أعلنت السلطات الروسية تأكيد تسجيل أول إصابتين بالمتحور الجديد لشخصين قادمين من جنوب أفريقيا. وقالت وزارة الصحة الأرجنتينية، إنه «تم اكتشاف الحالة الأولى للإصابة بسلالة «أوميكرون»، وذلك لشخص سبق له السفر إلى جنوب أفريقيا».
وحث رئيس الوزراء التايلندي برايوت تشان أوتشا، مواطني بلاده على عدم الشعور بالذعر بعد اكتشاف أول حالة للمتحور فيها، يوم الجمعة الماضي لمواطن أميركي وصل من إسبانيا في 30 نوفمبر الماضي.
وأكدت وكالة حماية الصحة في جزر المالديف أنها رصدت الحالة الأولى لمتغير «أوميكرون» لسائح وصل إلى جزر المالديف.
وعلى صعيد الاجراءات التي عادت الكثير من الدول لفرضها لمواجهة التفشي الجديد، واعتبارا من أمس بدات ايطاليا تطبيق الزامية «الجواز الأخضر المميز». وأصبح لزاما ابراز شهادة التطعيم الكامل أو التعافي من كوفيد، للدخول الى المطاعم والمسارح واماكن الترفيه. ويعتبر هذا الجواز أكثر تشددا من الجواز الأخضر العادي حيث يتطلب التطعيم كاملا أو اثبات التعافي من كورونا خلال آخر 6 اشهر، فيما كان يقبل بجرعة واحدة فقط قبل ذلك.
على غرار ايطاليا، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو أمس أن كل موظفي القطاع الخاص ملزمون بالتطعيم ضد كوفيد-19 اعتبارا من 27 ديسمبر.
وذهب دي بلازيو بذلك أبعد من الرئيس جو بايدن الذي أصدر قرارا ينص على إلزامية أن يتلقى اللقاح موظفو الشركات التي تضم أكثر من مائة شخص فقط.
ووسط وترقب عالمي لمعرفة مدى خطورة «أوميكرون» بعد نحو اسبوعين على اكتشافه، حملت دراسة صغيرة أجريت على الأشخاص الذين أدخلوا المستشفى بسبب السلالة الجديدة، في جنوب أفريقيا بعض الأمل حيث اظهرت أن الأعراض قد تكون «أكثر اعتدالا» من الأعراض التي ظهرت نتيجة الإصابة بالمتحورات السابقة من كوفيد-19.
وقال الأطباء في مجمع مستشفى في تشوان في مركز تفشي أوميكرون في مقاطعة غوتنغ، في جنوب أفريقيا أنه من بين 42 شخصا يعالجون من كوفيد-19 في 2 ديسمبر، لم يحتج 70% منهم إلى الأكسجين للتنفس بشكل طبيعي.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن، فريد عبدالله، مدير مكتب أبحاث الإيدز والسل في مجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة إن «هذه الصورة لم تشاهد في الموجات السابقة»، وأضاف «خلال موجات الإصابة السابقة في جنوب أفريقيا، احتاج معظم الموجودين في المستشفى إلى الأكسجين». مع ذلك، يحذر العلماء والباحثون من أنه من السابق لأوانه الجزم بطبيعة أو مدى خطورة الإصابة بمتحور أوميكرون.
وأيدت تصريحات أنتوني فاوتشي كبير مسؤولي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة لقناة سي.إن.إن التلفزيونية ما جاء في هذه الدراسة وقال «حتى الآن لا يبدو أنها تسبب درجة خطيرة من حدة المرض» لكنه حذر أيضا من انه من المبكر للغاية استخلاص نتائج محددة وإنه مازالت هناك حاجة لمزيد من الدراسة.
إلى ذلك، حذرت واحدة من الخبراء الذين ابتكروا لقاح أكسفورد-أسترازينيكا من أن الجوائح المقبلة قد تزهق أعدادا أكبر من الأرواح من جائحة كوفيد-19 وطالبت بعدم تبديد الدروس المستفادة من الجائحة الحالية.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن سارة جيلبرت قولها في محاضرة تلفزيونية تذكارية «هذه المرة لن تكون الأخيرة التي يهدد فيها فيروس أرواحنا وأرزاقنا. والحق أن المرة المقبلة قد تكون أسوأ. فقد تكون أكثر نشرا للعدوى أو أكثر إزهاقا للأرواح أو كليهما». وقالت جيلبرت إن الزوائد البروتينية التي يحتوي عليها المتحور أوميكرون معروف أنها تزيد من انتقال العدوى.