وسط اتهامات متبادلة بعدم الجدية والتعطيل، استؤنفت في فيينا أمس الجولة السابعة من مفاوضات «المهمة الصعبة»، بين ايران ومجموعة دول «4+1»، الرامية إلى احياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وصرح إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي الذي يقود العملية التفاوضية للصحافيين بأنه بعد «مشاورات مفيدة في العواصم (...) عادوا بتصميم متجدد على العمل بجد».
واضاف مورا «سنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة. إنها مهمة صعبة. يجب أن نردم هوة الخلافات بين المواقف». وأكد أن «الشعور بأن الأمر ملح»، وهو التعبير الذي يرد باستمرار في هذا الملف، «أكثر حدة مما هو عادة».
واستمر اجتماع رؤساء الوفود من مختلف الأطراف (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) ظهر أمس، في قصر كوبورغ الفندق الفخم في العاصمة النمساوية أكثر من ساعة واحدة بقليل.
وتحدث السفير الروسي ميخائيل أوليانوف عن «أجواء بناءة». لكنه أشار أيضا في تغريدة على «تويتر» إلى «توترات وبعض خيبة أمل»، فيما كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أكثر تفاؤلا إذ أعربت عن املها في أن تكون المحادثات مثمرة.
وقالت زاخاروفا في موجز صحافي: «نأمل أن يشرع في مزيد من العمل على مستوى الخبراء في مجموعات تم إنشاؤها خصوصا، والتي تشارك في الاستعادة العملية للتنفيذ الكامل لما يسمى «الاتفاق النووي». ونأمل بعد انقطاع فني طلبته بعض الوفود لتقديم العروض في العواصم، أن يعود جميع الشركاء إلى استعدادهم للعمل دون توقف وسيعملون بشكل مكثف». وأضافت أن روسيا «ببساطة لا ترى أي سبيل آخر سوى تسريع المشاورات بالاعتماد على خبرة ونتائج الجولات السابقة».
وكان نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أعلن أمس الأول ان المبعوث الأميركي روب مالي الذي يشارك بشكل غير مباشر من خلال الأوروبيين «سينضم إلى المناقشات في نهاية الأسبوع».
وأضاف برايس «يجب أن نعرف بسرعة ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى التفاوض بحسن نية»، محذرا من أن «الوقت» أصبح «ضيقا جدا جدا».
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في اتصال مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن المواقف «السلبية» للدول الأوروبية غير بناءة، وإنها ستؤدي إلى تعقيد الوضع وإبطاء مسار التوصل إلى الاتفاق، مضيفا «لم نتلق حتى اللحظة أي مقترح بناء للتقدم في المفاوضات». وأضاف: «يتعارض هذا مع زعمهم بأنهم يتفاوضون بجدية».
ووجه ديبلوماسيون من واشنطن وبرلين وباريس ولندن انتقادات مماثلة لإيران، وقالوا إن طهران تريد التراجع عن تسويات تم بالفعل التوصل إليها.
لكن عبداللهيان على أن برنامج إيران النووي سلمي، وأن إزالة القلق من هذا البرنامج ترتبط ارتباطا مباشرا برفع العقوبات.
من جهته، قال كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني في ختام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي إن إيران لا ترى عقبات: اذا توافرت الارضية اللازمة في محادثات فيينا، فلا مانع من التوصل الى اتفاق. واضاف أن الاطراف المختلفة من بينها إيران، طرحت رؤيتها بشأن المسار المستقبلي للمحادثات.
وصرح بأن الوفد الإيراني أكد في هذا الاجتماع أنه سبق أن حدد مسار المحادثات انطلاقا من مواقفه ووجهات نظره وسيستمر بجدية ولديه إرادة جادة للمفاوضات.
وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات لرويترز «إيران ستتمسك بمطالبها».
وتابع «لا بد من رفع كل العقوبات دفعة واحدة في عملية يمكن التحقق منها»، مضيفا أن اتخاذ قرار سياسي لإحياء الاتفاق أمر في أيدي الأميركيين.
في الأثناء قررت ايران امس فرض عقوبات على أفراد ومؤسسات أميركية ردا على عقوبات أعلنتها واشنطن ضد 12 كيانا ومسؤولا ايرانيا «اقترفوا انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان» في خضم استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأعلن نائب رئيس السلطة القضائية كاظم غريب عبادي عن «قائمة جديدة بأفراد ومؤسسات أميركية متورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ومعاقبة من قبل ايران»، مكررا بذلك الأسباب الحرفية التي اختارتها وزارة الخزانة الأميركية لفرض عقوبات على كيانين وشخصيات إيرانية.
وذكرت وكالة «ميزان» الرسمية للسلطة القضائية أن غريب آبادي اتهم «الولايات المتحدة باستخدام العقوبات بذرائع كاذبة لحقوق الإنسان كأداة لتحقيق أهداف سياسية من دون جدوى».