تشكيل الحكومة الجديدة بات قريبا، والكل ينتظر ما ستسفر عنه المشاورات التي يجريها سمو الشيخ صباح الخالد بعد أن حظي بشرف تكليف صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد له بتشكيل هذه الحكومة التي نتمنى أن تكون عند طموحات المواطنين بجميع وزرائها.
نعم الجميع ينتظر هذه التشكيلة، خصوصا بعد أن وصل الكثيرون من أبناء كويتنا الحبيبة إلى مراحل متقدمة من اليأس، فالكل يتكلم عن محاربة الفساد، وقلة من يثقون بالمستقبل ويتخوفون على مصيرهم ومصير أبنائهم، والناس ملوا من كثرة الوعود وقلة الإنجاز، فالمشكلات التي كانت قائمة لا تزال مستمرة، ولو عدنا إلى برامج أعضاء مجلس الأمة الحالي والسابق وحتى السابقة لهما لوجدناها متشابهة تماما، والإنجازات فيما يتعلق بها خجولة وغير مرضية أبدا، وحتى المقترحات النيابية متشابهة ومكررة ولا تختلف بغير تواريخ تقديمها وأسماء مقدميها.
ولا نشك أن الكثيرين متخوفون من عودة بعض الوزراء الذين تدور حولهم الأقاويل بأنهم لم يكونوا أكفاء في قيادة وزاراتهم وتحقيق الإنجازات، وربما نجح بعضهم نوعا ما في مهامه الوزارية، لكن عليهم جميعا السابقين أو اللاحقين أن يعوا أنهم في الكويت والإمكانات المتاحة أمامهم يتمنى نظراؤهم في الدول الأخرى وحتى المتقدمة أن يكون لديهم ربعها، ليقدموا أفضل ما يمكن، ولو أجرينا مقارنات بسيطة بين تكاليف المشاريع عندنا وفي الدول المجاورة لوجدنا الفروقات بالملايين والمنجزات في المشاريع والأمور الخدمية لا تستحق التقدير الكبير، وحتى أن المقارنة أحيانا تكون ظالمة للآخرين لأن إمكانات دولهم ضعيفة ومنجزاتهم كبيرة ومشهودة أمام الملأ.
نعم، شعبنا مشتاق جدا لأن يرى إنجازات حقيقية على أرض الواقع وفي جميع المجالات التربوية والتعليمية والصحية والإسكانية والثقافية والتجارية والخدمية، وأن يكون ذلك بالأرقام والإحصائيات، ووفق خطط زمنية قصيرة يرى الناس فيها الإنجاز بأعينهم بعيدا عن الخطط بعيدة المدى والتي كلما جاء وزير أوقف ما بدأه سلفه أو هدمه، وبدأ بغيره.. وهكذا، والمواطن ينتظر كعطشان يجري خلف السراب.
وكلنا أمل أن ينجح سمو الشيخ صباح الخالد في اختيار الأفضل من أبناء الكويت المتخصصين وأصحاب الكفاءة والخبرة القادرين على العطاء، مع وضع جداول زمنية تبين نسب إنجاز كل وزير في وزارته، وكشف المقصرين وتوجيههم للجدية في أداء الأمانة، وأن يقوم النواب أيضا بواجبهم ودورهم الحقيقي، بعيدا عن التأزيم والمصالح الضيقة، فالتعاون بين السلطتين مطلوب وكذلك المتابعة المسؤولة وكشف التقصير والأخطاء مطلوب، ونقول لمن لا يستطيع تحمل الأمانة والمسؤولية: «يعطيك العافية وبيتك وعيالك أولى فيك»، وليحفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها.