- ندرك أن حلفاءنا وشركاءنا لديهم علاقات معقدة مع الصين التي لن تتوافق دائماً مع علاقاتنا
- تحسين وضع بلدان المنطقة.. أمر مهم لا ينبغي تركه للحكومات فقط فالشعب شريك أساسي
- علاقتنا مع الصين تنافسية عندما ينبغي ذلك.. وتعاونية عندما يكون ممكناً.. وستكون عدائية عند الضرورة
- سنواصل البحث عن أي فرصة لتوسيع تعاون دول المنطقة مع إسرائيل وطي هذا الملف
- نسعى إلى دعم وتعزيز دور المؤسسات الديموقراطية وإظهار أهمية المشاركة السياسية المدنية في اتخاذ القرار
- في الكويت أفراد موهوبون بشكل ملحوظ في تقييم وتشخيص مشكلات المجتمع ومساعدتنا في اختيار الحلول المناسبة لها
أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي دانيال بنايم أن الولايات المتحدة تظل شريكا استراتيجيا وثيقا للكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن هناك علاقات إستراتيجية وديبلوماسية واقتصادية قوية وشعبية أيضا تمتد لعقود عديدة ونتطلع إلى مواصلة تعزيزها في مختلف المجالات.
وفي حوار خاص أجراه معه مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات عبر «الأونلاين»، قال دانيال بنايم إن بلاده تسعى بكل وضوح إلى دعم وتعزيز دور المؤسسات الديموقراطية وإظهار أهمية المشاركة السياسية المدنية النشطة.
كما ندعم تمكين المواطنين من المساهمة في الحياة المدنية لبلادهم من أجل تحقيق الازدهار والأمن، مضيفا أن ذلك يأتي ضمن استراتيجية وزارة الخارجية الأميركية للارتقاء بدور حقوق الإنسان.
وذكر أن هناك تنسيقا بين بلاده والكويت في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، فضلا عن أن العلاقات الوثيقة والعميقة والواسعة النطاق بين البلدين تمتد إلى الكثير من الأمور، منها: التعاون الأمني والتنسيق حول كوفيد وتغير المناخ والتعليم العالي، والمجلات الاقتصادية والسياسية والطاقة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية وغيرها من المجالات.
وأكد أن للولايات المتحدة مصالح إستراتيجية دائمة ستبقيها منخرطة في هذه المنطقة لعقود قادمة، بما في ذلك ضمان حرية الملاحة البحرية وتدفق الطاقة إلى الاقتصاد العالمي، مكافحة الإرهاب، منع انتشار الأسلحة النووية، مساعدة شركائنا في الدفاع عن أنفسهم، وتشجيع التغييرات الإيجابية في جميع أنحاء المنطقة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للتحديات الهائلة التي تنتظرها، وهي تحديات غالبا عابرة للحدود الوطنية وأحيانا حتى الإقليمية.
وأضاف بنايم: إننا نجد في الكويت بالإضافة لكل مجتمع في هذه المنطقة، أفرادا موهوبين بشكل ملحوظ في تقييم وتشخيص المشكلات في هذه المجتمعات ومساعدتنا في اختيار الحلول المناسبة لها، كما نجدهم يحرصون على حل مشكلات مجتمعاتهم.
ونحن فخورون بدعم هؤلاء الأشخاص وفتح المزيد من قنوات التواصل معهم، حيث إن لمشاركتهم في تحسين وضع بلدانهم دور مهم لا ينبغي تركه للحكومات فقط، فالشعب شريك أساسي في تحديد شكل وآلية مستقبله أيضا، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما أهمية حقوق الإنسان وحرية التعبير للإدارة الأميركية في منطقتنا؟
٭ التزم الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن بالارتقاء بدور حقوق الإنسان في سياستنا الخارجية، لاسيما مع شركائنا الذين نهتم بهم بشدة، مثل الكويت.
ونحن نسعى بكل وضوح إلى دعم وتعزيز دور المؤسسات الديموقراطية وإظهار أهمية المشاركة السياسية المدنية النشطة.
كما ندعم تمكين المواطنين من المساهمة في الحياة المدنية لبلادهم من أجل تحقيق الازدهار والأمن.
وقد شهدنا تقدما ملحوظا في مجالات معينة في المنطقة، ولكن هناك أيضا مجالات تتطلب المزيد من العمل لتحقيق التقدم بشكل ملحوظ.
كيف يمكن للولايات المتحدة تمكين التطبيق الواقعي لهذه المبادئ؟
٭ أود أن أؤكد أننا نناقش حقوق الإنسان مع شركائنا بناءً على علاقات وثيقة وعميقة وواسعة النطاق تمتد من التعاون الأمني التقليدي إلى التنسيق حول كوفيد وموضوعات تغير المناخ إلى التعليم العالي.
وأن شراكاتنا مع دول الخليج، بما في ذلك الكويت، مهمة بشكل دائم للولايات المتحدة، والجدير بالذكر أن الوزير بلينكن قام بأول زيارة له إلى المنطقة عندما زار الكويت في شهر يوليو الماضي.
وقد أتيحت لي الفرصة في رحلاتي إلى المنطقة، كمسؤول أميركي، لقاء العديد من المواطنين وأصحاب النفوذ في المجتمع المدني والأشخاص الذين سافروا إلى الولايات المتحدة للمشاركة في برامج التبادل لدينا.
وهناك أشخاص موهوبون بشكل ملحوظ في جميع أنحاء المنطقة يعملون على معالجة التحديات في مجتمعاتهم، ونحن فخورون بدعم جهود تلك الحكومات والمواطنين لإيجاد أفضل الحلول.
ونجد بالكويت بالإضافة لكل مجتمع في هذه المنطقة، أفرادا موهوبين بشكل ملحوظ في تقييم وتشخيص المشكلات ومساعدتنا في اختيار الحلول المناسبة لها، كما نجدهم يحرصون على حل مشكلات مجتمعاتهمـ ونحن فخورون بدعم هؤلاء الأشخاص وفتح المزيد من قنوات التواصل معهم، حيث تعتبر مشاركتهم في تحسين وضع بلدانهم دور مهم لا ينبغي تركه للحكومات فقط، فالشعب شريك أساسي بتحديد شكل وآلية مستقبله أيضاً.
ويعد دعم حرية التعبير في جميع أنحاء العالم أولوية رئيسية للولايات المتحدة، ونحن نواصل الدعوة إلى أن الحريات الأساسية لا ينبغي أن تكون جريمة في المقام الأول.
إن حرية التعبير من الحريات الأساسية التي تعين الشعوب بأن يكون لها دور في الحياة المدنية لبلادهم بما يحقق لهم الازدهار والأمن، وكل ما يمس الحريات الأساسية للمواطنين سيكون أولوية لدينا.
وقد تضمنت جهودنا أيضاً دعم المدافعين عن حقوق النساء والفتيات وجميع الناس، وضغطنا من أجل إطلاق سراح الناشطات في مجال حقوق المرأة ورفع القيود المفروضة عليهن.
ما العقبات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة والتي تعيق تنفيذ رؤيتها نحو مزيد من الإصلاحات؟
٭ تتعاون الولايات المتحدة مع مجموعة واسعة من الشركاء وباختلاف أنظمة الحكم فيها وشكل البيئة السياسية، كما نفعل دائما، بشأن قضايا ذات أهمية مشتركة.
يبدأ التزامنا بالمعايير الديموقراطية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة، وهو مصدر فخر وطني قوي كما يظل جزءا حيويا من مشاركتنا مع دول العالم.
وسنواصل الدفاع عن قيمنا وبناء علاقات أوثق وأقوى مع شركائنا، وحيثما أمكن مواءمة علاقاتنا الثنائية مع قيمنا ومصالحنا أيضا، وقد يكون هذا العمل تدريجيا وصعبا، لكننا نأمل أن تخلق مشاركتنا فرصا للتقدم والتعاون والتغيير الإيجابي، حيث تعمل الحكومات والمواطنون في هذه المنطقة على دفع مجتمعاتهم ومؤسساتهم إلى الأمام.
هل هناك متغيرات في ديناميكية السياسة الخارجية للولايات المتحدة؟
٭ تتغير الديناميكيات الإقليمية باستمرار، ولكن من المهم بنفس القدر النظر إلى ما لم يتغير، فالولايات المتحدة تظل شريكا استراتيجيا وثيقا للكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
لقد تمتعنا بعلاقات إستراتيجية وديبلوماسية واقتصادية قوية وشعبية لعقود عديدة ونتطلع إلى مواصلة تعزيزها.
نظرا لتغير التهديدات والظروف في المنطقة، فقد تكيفنا دائما معا كشركاء. ومن الأمثلة الحديثة الممتازة التنسيق الوثيق لدول الخليج بشأن أفغانستان ودعمهم لنا الذي لا غنى عنه في تسهيل عبور المواطنين الأميركيين وموظفي سفارة كابول والأفغان وغيرهم من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان.
لقد كانت دول الخليج في طليعة جهودنا لإجلاء الناس من أفغانستان إلى بر الأمان.
نحن نعمل على تعميق تعاوننا ليس فقط في مكافحة الإرهاب والدفاع والنفط، ولكن أيضا في مجال الطاقة النظيفة وتغير المناخ ومكافحة كوفيد.
للولايات المتحدة مصالح إستراتيجية دائمة ستبقينا منخرطين في هذه المنطقة لعقود قادمة، بما في ذلك ضمان حرية الملاحة البحرية وتدفق الطاقة إلى الاقتصاد العالمي، مكافحة الإرهاب، منع انتشار الأسلحة النووية، مساعدة شركائنا في الدفاع عن أنفسهم، وتشجيع التغييرات الإيجابية في جميع أنحاء المنطقة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للتحديات الهائلة التي تنتظرها، وهي تحديات غالبا عابرة للحدود الوطنية وأحيانا حتى الإقليمية.
وبالحديث عن السياسة الخارجية الأميركية بالمنطقة، هل مازال ملف تطبيع دول الخليج مع إسرائيل أولوية؟
٭ لدى الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي فرصة غير مسبوقة للعمل معا لرأب الصدع القديم داخل المنطقة وإبرام اتفاقيات جديدة.
لقد رأينا أمثلة ملموسة للتقدم بالفعل مثل نهاية الخلاف الخليجي في وقت سابق من هذا العام، وتحسين العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية بموجب اتفاقيات إبراهيم.
نحن نحترم سيادة كل بلد ونتوقع منهم اتخاذ قرارات تستند إلى مصالحهم الخاصة. وتنظر الولايات المتحدة اتفاقيات إبراهام على أنها خطوة مهمة إلى الأمام ونأمل أن نبني عليها مزيدا من النجاحات المشتركة.
وستواصل الولايات المتحدة البحث عن أي فرص أخرى لتوسيع التعاون بين دول المنطقة وإسرائيل وطي هذا الملف الذي لا بد من إغلاقه.
هل سينتقل الاهتمام من الخليج إلى المحيطين الهندي والهادئ للتركيز على الصين؟
٭ كما قال الوزير بلينكن مرارا وتكرارا فيما يتعلق بالجهود التي تبذلها الصين لتوسيع تعاونها في المنطقة، ستكون علاقتنا مع الصين تنافسية عندما ينبغي ذلك، وتعاونية عندما يكون ممكنا، وستكون عدائية عند الضرورة.
نحن ندرك أن حلفاءنا وشركاءنا لديهم علاقات معقدة مع الصين، التي لن تتوافق دائما مع علاقاتنا.
وينصب تركيزنا على سد الثغرات في مجالات مثل التكنولوجيا والبنية التحتية، حيث رأينا أن الصين تستغلها لممارسة ضغط قسري. وسوف نعتمد على الابتكار والمنافسة في هذه المجالات.
نحن على اتصال وثيق مع الكويت بشأن العديد من القضايا التي أبرزتها أعلاه. وتواصل الولايات المتحدة والكويت ودول الخليج الأخرى التشاور عن كثب بشأن إيران والعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
في الآونة الأخيرة، عقد كبار المسؤولين الأميركيين وأعضاء مجلس التعاون الخليجي مجموعة عمل حول إيران في مقر مجلس التعاون الخليجي في 17 نوفمبر وأصدروا بيانا مشتركا حول وجهات نظرهم المشتركة حول هذه المسألة.
إن الولايات المتحدة والكويت شريكتان في الجهود المبذولة لمكافحة أزمة المناخ - على سبيل المثال، انضم كلانا إلى التعهد العالمي بشأن الميثان. وسنواصل تعميق شراكتنا بشأن القضايا التي عملنا عليها معا لسنوات عديدة.
وسنوسع شراكتنا لتشمل مجالات عمل جديدة، لأننا نريد أن نكون نشطين معا حيثما يمكننا توفير قدر أكبر من الأمن والازدهار والرفاهية للناس في الكويت والولايات المتحدة وحول العالم.
خبرات واسعة
دانيال بنايم هو نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي عمل مستشارا سابقا للرئيس بايدن، والبيت الأبيض، ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وهو عضو مدى الحياة في مركز الشؤون الدولية في مجلس العلاقات الخارجية.