بقلم: د.وليد حمد موسى السيف
ودعت الكويت أحد أبنائها البررة عبدالله عبدالقادر علي تيفوني عن عمر ناهز 76 عاما. «أبوعبدالقادر» سليل أسرة عريقة جبلت على عمل الخير، ولد في حي شرق عام 1945م، ودرس في المدرسة المباركية، وعند افتتاح مدرسة الخليل بن أحمد المشتركة للبنين عام 1960 انضم إليها كأحد طلبة الدفعة الأولى، بعدها سافر إلى لندن لدراسة اللغة الانجليزية.
وفي عام 1966م، عمل في شركة البترول الوطنية، وبعد عام انتقل للعمل في المكتب المركزي للشرطة الدولية الجنائية (الانتربول) الكائن في مقر إدارة النجدة بكيفان واستمر في عمله نحو 13 عاما، ثم عمل في شركة المباني الجاهزة لمدة عامين وبعدها شركة الرابطة للنقل، وتقاعد عام 1991م.
كان «أبوعبدالقادر» شخصية اجتماعية ناشطة، يحرص على التواصل مع دواوين الكويت، وحضور المناسبات الاجتماعية، وكان من أعضاء النادي البحري الرياضي الكويتي الناشطين، انتخب لعضوية مجلس إدارته لعدة دورات، وكانت له إسهامات ومبادرات في دعم وتطوير النادي.
في فترة الغزو الغاشم، كان «ابوعبدالقادر» من الصامدين الناشطين، أدى دوره الوطني في خدمة وطنه وأهالي منطقته بكيفان، ولم يكن وقتها له أي صفة رسمية، لم يدعي يوما أنه «بطل» مقاومة، وكان يحرص على تأدية دوره الإنساني في هذه الأزمة ومساعدة كل من يريد المساعدة، وكان دائما يتفقد أحوال سكان المنطقة أثناء الاحتلال - ومنهم والدي رحمهما الله - ويسألهم إذا كانوا يحتاجون إلى أي شيء.
ففتحت الناس له أبواب قلوبهم في أصعب الظروف وأحلكها، كما شوهد «أبوعبدالقادر» في قطعة (4) مرتديا ملابسه الرياضية (الترينج سوت) وهو يقود الكلكتر لإزالة الزبالة في المنطقة.
كما شارك الراحلين سليمان وعلي الحوطي في إطعام الحيوانات يوميا في حديقة الحيوان بمنطقة العميرية وإنقاذها من الهلاك. وقد أشاد به الكاتب الراحل سليمان صالح الفهد في مؤلفاته عن أيام الاحتلال.
وفي تاريخ 17 يناير 1995م، صدر القرار الوزاري رقم 39 لسنة 1995م بتعيين عبدالله عبدالقادر تيفوني مختارا لمنطقة كيفان لمدة أربع سنوات، ليكون المختار الخامس للمنطقة، وقد جدد له عدة دورات حتى وافاه الأجل المحتوم.
وتعتبر مدة خدمته في المختارية أطول فترة خدم فيها مختار بمنطقة كيفان.
وخلال هذه الفترة، كان «أبوعبدالقادر» يؤدي عمله كمختار على أكمل وجه بحضوره المناسبات والفعاليات المدرسية والرياضية وأنشطة جمعية كيفان التعاونية، بالإضافة إلى تواجده في الأفراح والأحزان والدواوين. كما كان يقوم بأعمال أخرى «خارج الصندوق» وذلك لوجه الله.
فكان يقوم بمساعدة الأسر المتعففة من صدقات وزكاة أهل الخير في المنطقة، فكان مختارا من الطراز النادر.
ندعو الله تعالى لعبدالله بالرحمة والمغفرة، وأن يزيد من أجر صالح أعماله ويدخله الفروس الأعلى، وأن يصبر أهله وذويه وأحبته على فراقه. و(إنا لله وإنا إليه راجعون).