حذرت منظمة الصحة العالمية أمس، من أن المتحور أوميكرون من فيروس كورونا سيتسبب «بعدد كبير من حالات الاستشفاء» فيما باشرت الصين وألمانيا تطبيق قيود جديدة. وقد أودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 5.4 ملايين شخصا واصابة 282 مليونا في أنحاء العالم منذ ظهوره نهاية 2019، وفقا لوكالة فرانس برس وجامعة جونز هوبكنز الاميركية المعنية بالاحصاءات. اما اجمالي عدد جرعات التطعيم الممنوحة في العالم فقد تجاوز 9 مليارات جرعة. وقالت كاثرين سمالوود المسؤولة الكبيرة في منطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس «سيؤدي الانتشار السريع لأوميكرون كما نشهد راهنا في دول عدة وحتى لو كانت تتسبب بمرض أقل خطورة بقليل، إلى عدد كبير من حالات الاستشفاء ولاسيما في صفوف غير الملقحين». ودعت إلى التعامل مع البيانات الأولية التي تشير إلى احتمال أقل بدخول المستشفى «بحذر» لأن الحالات المرصودة حتى الآن شملت خصوصا «شبابا في صحة جيدة في بلدان حيث نسبة التلقيح عالية».
ويرى بعض الخبراء أن العدوى الكبيرة قد تتغلب على ميزة أن المتحورة أقل خطورة من سابقاتها في وقت تعلن دول عدة مستويات إصابات قياسية منذ بداية الجائحة.
هذا وأشار تقرير بحثي لخبراء من جنوب أفريقيا إلى أن الإصابات بـ«أوميكرون»، قد تؤدي إلى تعزيز المناعة ضد الإصابة بالمتحور دلتا الذي كان ظهر أولا، ما يقلل من حدوث إصابات خطيرة.
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء عن التقرير الذي أعده خبراء بقيادة أليكس سيغال وخديجة خان، من معهد ديربان لبحوث الصحة في جنوب أفريقيا، أنه في حين ثبت أن أوميكرون لديه قدرة واسعة على الانتشار ويمكنه التغلب على الأجسام المضادة، إلا أنه بعد أسبوعين من ظهور الأعراض ترتفع المناعة ضد الإصابات اللاحقة من السلالة بواقع 14 ضعفا. وقال الخبراء إنه تم تسجيل تحسن طفيف في الوقاية من المتحور دلتا. واعتبر سيغال، الذي خلص قبل ذلك إلى أن تلقي جرعتين من لقاح فايزر/بيونتك أو الإصابة السابقة، قد يعطي حماية أقوى ضد أوميكرون: «إذا حالفنا الحظ، فإن أوميكرون أقل تسببا في المشكلات الصحية، وسوف توفر المناعة الناتجة عنه حماية من دلتا». وفي ظل هذا الغموض، أقرت دول عدة قيودا جديدة.
وفرضت الصين الحجر على عشرات آلاف الأشخاص الإضافيين في وقت تسجل فيه البلاد أعدادا قياسية من الإصابات بكوفيد-19.
وخضعت مدينة شيآن في شمال الصين لليوم السادس على التوالي أمس، لحجر صارم بعد فورة وبائية محدودة. وعلى بعد 300 كيلومتر منها، تلقى عشرات آلاف السكان في منطقة من مدينة يانان، بدورهم تعليمات بملازمة المنازل في حين طلب من الشركات إغلاق أبوابها.
وسجلت الصين أمس 209 إصابات جديدة بكوفيد-19 في أعلى مستوى منذ 21 شهرا.
وفي ألمانيا، دخلت القيود التي أعلنت في 21 ديسمبر الجاري حيز التنفيذ أمس، وهي تشمل خصوصا الحد من التجمعات، حتى بين المطعمين، بعشرة أشخاص في احتفالات رأس السنة. أما بالنسبة إلى الأشخاص غير المطعمين، فالحد الأقصى لعدد المدعوين سيكون شخصين، على ما قال المستشار الجديد أولاف شولتس. وأغلقت المراقص والنوادي الليلية لتجنب انتشار الفيروس في رأس السنة. وقد شهدت مدن ألمانية بشرقي البلاد، احتجاجات على استمرار القيود الصحية وتشديد إجراءات الوقاية من الجائحة. وذكرت الشرطة الألمانية في بيانات صحافية أن اكبر هذه المظاهرات جرت بمدينة (كوتبوس) بشرقي البلاد حيث تظاهر آلاف المواطنين ضد الإجراءات.
وفي السويد، أصبح على جميع المسافرين القادمين إلى البلاد أن يبرزوا اختبارا سلبيا لـ«كوفيد-19»، ابتداء من أمس.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها خفضت فترة الحجر الصحي للمصابين بكوفيد-19 الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، للحد من الاضطرابات، خصوصا في قطاع الطيران. ومن أجل السماح لعدد أكبر من الأشخاص بالعودة إلى العمل بشكل أسرع وبالتالي تجنب حالات نقص في اليد العاملة، أعلنت السلطات الصحية الأميركية أمس الأول أنها خفضت فترة الحجر الصحي للمصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض إلى النصف، أي من عشرة إلى خمسة أيام، كما خفضت فترة الحجر الصحي للمخالطين للمصابين. كذلك خفضت المراكز الاميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) فترة العزل الصحي لغير الملقحين ضد كوفيد والذين يثبت أنهم خالطوا أشخاصا مصابين بالفيروس، من 14 يوما إلى 5 أيام، شرط أن يلتزموا وضع الكمامة الواقية طوال أيام العزل الخمسة إذا لم يكونوا بمفردهم.