ربما كان الأمر الوحيد الإيجابي في «فضيحتي تجارة وتهريب الآثار ومأساة دار الأيتام ببني سويف» هو إثبات أنه لا أحد فوق القانون مهما تضخمت أمواله وازداد نفوذه الإعلامي وأوهم الناس بقربه من صانع القرار.
نموذجان كانا في وقت ما «قدوة» للشباب، يحلمون أن يصيروا مثلهما، الأول جليس ومريد وتابع لإمام الدعاة المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ محمد متولي الشعراوي، رجل علم.. أوحى للناس أنه صوفي النزعة يمتلك جامعة راقية، ومصانع تفتح للمصريين بيوتاً وتوفر فرص عمل، ثم نجده قابعاً في محبسه منتظراً حكم القضاء العادل في قضايا تنقيب وتجارة وتهريب آثار مصر، وبدلاً من تدريس تاريخ الفراعنة العظيم في جامعته قرر أن يتربح ببيع وتهريب الآثار المملوكة للدولة، وحرمان الأجيال القادمة من حقها في رؤية تاريخ مصر والمفاخرة به بين الأمم.
أما بطل الفضيحة الثانية والمتهم باتهامات هي الأكثر تحقيراً لصاحبها فهي تهم الاتجار بالبشر وهتك عرض أطفال بنات يتامى لم يتجاوز عمر أكبرهن 13 عاماً، أقام لهن داراً لإيوائهن وحمايتهن من الضياع، فما وجدناه إلا ذئباً وضيعاً.. بل الذئاب منه براء.
أقول للشباب الذين كانوا يعتبرون صاحب الآثار والمتحرش بالأطفال قدوتين لهم إبان مجدهما وقبل أن تكشف الأقنعة عن وجهيهما، أقول لهم لا تحزنوا ولا تيأسوا، فما هما إلا «شاذان» لقاعدة قوامها الصلاح وأساسها الاستقامة، وانظروا حولكم ستجدون آلاف النماذج السوية.. الصالحة.
واطمئنوا أن في مصر «عدلاً» و«قضاء»، لا يفرق بين غني وفقير، وبها «إدارة» لم تحسب حساب شيء وهي تأمر بالتعامل بالقانون وأن يتساوى الجميع أمامه، ولم تتردد لحظة رغم أن «المتحرش بالأطفال» قدم خدماته الإعلامية للنظام بما لا يقدر بمال، لكن ذلك لم يشفع له، ولن يشفع له عند سلطان عادل.
ولعل ما حدث لرجل الآثار والمتحرش بالأطفال يكون درساً لكل من اعتقد للحظة أنه اقترب من الحاكم فهو في حماه يفعل ما يشاء، أو قدم «خدمات» للدولة.. فمن حقه عليها التغاضي عما يصنع.
انتبهوا أيها السادة.. فتلك قواعد الجمهورية الجديدة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]