عاد التوتر بين روسيا والغرب في الجبهة الأوكرانية، بعد هدوء الأوضاع نسبيا في كازاخستان، حيث رفضت موسكو أمس اتهامات أميركية بمحاولة اختلاق استفزازات لاستخدامها ذريعة لغزو أوكرانيا، في وقت هددت واشنطن برد مؤلم لروسيا و18 سيناريو.
ورفضت روسيا أمس، ما اعتبرته مزاعم «لا أساس لها» من قبل مسؤولين أميركيين، بأنها تستعد لما يطلق عليها اسم «مهمة الراية المزيفة»، في شرق أوكرانيا، باستخدام مجموعة من العملاء السريين الخاصين.
جاء ذلك ردا على اتهام الحكومة الأميركية لروسيا بالتخطيط لاستخدام عملاء سريين، كذريعة لغزو أوكرانيا، في أحدث تصعيد للتوترات بين القوتين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي خلال عرضها ما وصفته معلومات استخباراتية حصلت عليها واشنطن: «لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا قد وضعت بالفعل، مسبقا مجموعة من العملاء السريين لتنفيذ عملية الراية المزيفة، في شرق أوكرانيا».
وأضافت: «يتم تدريب العملاء السريين، على فنون الحرب في المدن وعلى استخدام عبوات ناسفة لتنفيذ عمليات تخريب» ضد القوات التي تعمل بالوكالة لصالح روسيا.
وتابعت ساكي أن المخابرات الأميركية تعتقد أن روسيا يمكن أن تبدأ تلك العمليات قبل أسابيع من الغزو العسكري الذي قد يبدأ بين منتصف يناير الحالي وفبراير.
وسبق لروسيا أن نفت وجود أي خطط لغزو أوكرانيا وسرعان ما نفت التصريحات الأميركية الأخيرة التي وصفها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه «لا أساس لها من الصحة».
ووصفت السفارة الروسية في واشنطن اتهامات الحكومة الأميركية بأنها «مروعة» وأضافت: «كالعادة، لم يتم تقديم أي دليل».
ودعت السفارة الجانب الأميركي إلى التوقف عن «ضغوط المعلومات المستمرة» والتحرك. وأكدت أن «روسيا ضد الحرب. نحن نؤيد حلا ديبلوماسيا لجميع المشكلات الدولية». وطبقا لمعلومات استخباراتية من جانب واشنطن، هناك مؤشرات بأن «الجهات المؤثرة الروسية بدأت بالفعل في اختلاق استفزازات أوكرانية، في الدولة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، لتبرير تدخل روسي وزرع الانقسامات في أوكرانيا».
وتحسبا للهجوم المفترض، قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حضرت 18 احتمالا للرد في حالة «الغزو الروسي» لأوكرانيا.
وأضافت نولاند، في مقابلة نشرت أمس في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: «مبدئيا لن أتحدث عن السيناريوهات الـ 18 المختلفة. سأقول فقط إننا مع الحلفاء على استعداد للتسبب بألم حاد بشكل سريع إذا اتخذت روسيا أي خطوة (عدوانية)».
وشددت نولاند على أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على روسيا قد تختلف عن بعضها البعض.
وقالت: «أحيانا يكون أصعب علينا من أوروبا القيام ببعض الأشياء، من الصعب علينا، وأحيانا يكون العكس».
وأعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» نيته توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات السيبرانية، بعد ساعات على تعرض مواقع إلكترونية حكومية في أوكرانيا لهجوم معلوماتي كبير.
ويتمحور الاتفاق الذي سيوقع «في الأيام المقبلة» حول منح «أوكرانيا حق الوصول إلى منصة تابعة للأطلسي لمشاركة معلومات بشأن البرامج الخبيثة»، بحسب ما قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان.
ويأتي ذلك بعدما كشفت أوكرانيا أن هجوما معلوماتيا كبيرا استهدف عددا من المواقع الإلكترونية الحكومية. وأعلنت كييف أمس الأول أن لديها «مؤشرات أولية» إلى تورط محتمل لأجهزة الاستخبارات الروسية في الهجوم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية وليغ نيكولينكو عبر تويتر: «حصل جهاز الأمن الأوكراني على مؤشرات أولية إلى أن مجموعات من القراصنة المرتبطين بالاستخبارات الروسية قد تكون وراء الهجوم الإلكتروني الكبير» الذي طاول 70 موقعا إلكترونيا حكوميا الماضي.
وأكد أندري إيرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية من جهته إن الاستخبارات الغربية والأوكرانية ترجح أن تكون الهجمات المعلوماتية جزءا من مخطط يرمي إلى «زعزعة الاستقرار في أوكرانيا».