- فوجئت بطرح «ما تدري» و«كل ما غفت عيني» وتصويرهما فيديو كليب
- في أغنية «مسحور» جملة مرعبة بين الشريعي والرويشد
- مواهب الكويت لا تنضب وهناك مواهب عُمانية خارقة في الموسيقى
ياسر العيلة
استهل المطرب الكبير عبدالله الرويشد بداية عام 2022 بأغنيتين جديدتين، الأولى بعنوان «كل ما غفت عيني»، والثانية اسمها «ما تدري»، والعملان للملحن الموهوب عبدالقادر الهدهود والذي كشف لـ«الأنباء» عن تفاصيل هذا التعاون الذي جمعه بسفير الأغنية الخليجية، حيث قال: التعاون تم ببساطة وسلاسة، حيث اتصلت بالنجم عبدالله الرويشد، وقلت له «لابد أن نعمل معا»، ورحب جدا، وحددنا موعدا والتقينا، وفي هذه الجلسة التي تمت بأحد الاستديوهات عرضت عليه مجموعة من الاغنيات التي كنت أراها تناسب لونه الغنائي، وأذكر وقتها قال لي من دون مجاملة «كل أغنية من هذه الأغاني أحلى من الثانية، ولكن أنا أريد اللون الذي يقدمه عبدالقادر الهدهود لنفسه»، ولم أكن محضرا شيئا يناسب الذي طلبه أبو خالد، فتذكرت أغنية «ما تدري»، ولم أكن أتخيل أنها من الممكن لن تكون للرويشد، لكن بعد ان سمعها وجدته على الفور قام بمسك العود، وابتسم، وقمنا بغنائها معا، وأبدى سعادته بها.
وأضاف: بكل أريحية قال لي «توكل على الله وابدأ تنفيذها»، مشيرا الى أن الرويشد حريص كل الحرص على كل عمل يقدمه، واكمل: بالرغم من أنه كان يستعجل تنفيذها، الا أن هذا الاستعجال لم يؤثر علينا، وأعطانا الحرية بتنفيذ الأغنية بالشكل اللائق، وهذه ميزة من مميزات الرويشد الذي يقدر الصغير قبل الكبير، لتظهر أغنية «ما تدري»، من كلمات الشاعر أحمد الصانع وتوزيع بدر كرم ومكس منتظر الزاير.
وتابع الهدهود: بعد فترة ثلاثة شهور تقريبا وصلني نص جميل من الشاعر فهد العيبان، ووقتها تذكرت أنني عندما جلست مع الرويشد في المرة الاولى سمعته عددا من الأغاني الكلاسيكية التي يحب تقديمها، ولكن وقتها قال لي انه لا يريد أعمالا كلاسيك لأنه اختار مجموعة من هذه النوعية التي سبق أن اتفق عليها، وتابع: عندما جاءني نص العيبان، وهو بالمناسبة نص لا يلحن إلا كلاسيك، قمت بتلحينه لأن الكلام جميل، خاصة أن فهد العيبان ليس جديدا على الساحة الشعرية، وإنما له اسمه وله محبوه، لكنه جديد على الشعر الغنائي.
وتابع: عقب تلحيني للأغنية قلت أرسلها للرويشد وأنا وحظي، وأرسلتها من دون مقدمات أو اتصال، فلم يرد علي، فاعتقدت انها ربما لم تعجبه، وفوجئت بعد يومين باتصال منه، وعندما رددت وقلت «ألو هلا بوخالد»، وجدته يرد على بغناء الأغنية، وهو يعزفها على العود، واسمها «كل ما غفت عيني»، من توزيع بدر كرم ومكس ايهاب نبيل.
وعن شعوره والرويشد يغني من ألحانه، أوضح: شعور بالسعادة طبعا، فعبدالله الرويشد هرم من أهرامات الغناء في الكويت، ولم يكن لي حظ بالتعاون معه سوى مرة واحدة في ألبومه الاخير قبل عامين من خلال أغنية «كرهتك»، وهي من كلمات الشاعر أحمد الصانع أيضا، مضيفا: عقب إعجابه بـ «كل ما غفت عيني» قال لي «ابدأ في تنفيذها»، وسألني «من سيقوم بتوزيعها؟»، الحلو في أبوخالد انه لا يفرض أسماء على الملحن، وإنما يثق كل الثقة فيمن يتعامل معهم، وهذه ثقة منه فيمن يتعاون معهم، لأن الفنان يجب ألا يفرض ذوقه على المتعاونين معه 100% حتى لو كان ما يقدم له ليس على ذوقه، لكي يكسب أذواق أكثر من قبل الجمهور، لأن المطرب لو قدم كل أعماله على ذوقه الشخصي، لن يحب الأغنية الا اذا كانت على ذوقه بنسبة 100%.
وقال الهدهود: أنا على المستوى الشخصي هناك أغنيات في ألبومي أحبها جدا، وأخرى ليست على ذوقي بالقدر الكافي، ولكن أعلم أن هناك شرائح أخرى من المستمعين سيحبونها، ومن هذا المنطلق أبوخالد يثق فيمن يتعاون معهم، وهذه الثقة تجعلنا نقدم أقصى ما لدينا ومن قلوبنا.
وردا على سؤالنا، هل تفاجئ عندما قام الرويشد بتصوير وطرح الأغنيتين مع بداية العام الجديد، اجاب: بالفعل تفاجأت، بالإضافة الى أنني لم أكن أعلم أنه سيقوم بتصويرهما أيضا، ثم علمت أنه سيصور أغنية واحدة منها، وهي «ما تدري»، وان الثانية سيقدمها بطريقة الغرافيك أو بصور متحركة مثلما يفعل الكثير من المطربين، وفجأة شاهدت «برومو» الاغنيتين في وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفا أن الرويشد عقب طرح العمل حرص على الاتصال بكل من شارك فيه ووجه الشكر لهم، مؤكدا ان هذا الشيء قليل جدا من المطربين يقومون بفعله، مكملا: أبو خالد سهل جدا في التعاون، والناس لديها اعتقاد ان السهولة في التعامل يقلل من نجومية الفنان، لكن العكس هو الصحيح.
وحول حدوث أي تدخل من الرويشد في ألحان الاغنيتين كونه يملك تاريخا في التلحين، رد: لم يحدث ذلك على الاطلاق لدرجة أننا أثناء تركيب الصوت في الاستوديو كنت «أستحي» وأنا أقول له «خلنا نعيد هذا الجزء من الأغنية»، لكن كان يخجلني بردة فعله قائلا «حاضر»، وهو يضرب مثالا بأن النجم لا يكون نجما بفنه أو بصوته فقط، وإنما بأخلاقه وتواضعه وبمحبة الناس المحيطة به، مشيرا الى أنه كان يتمنى أن يتعاون مع ابو خالد من سنوات وسنوات، لكن يرى أن القادم سيكون أفضل، ويشهد تعاونات جديدة معه.
وأكد الهدهود انه كان يتمنى لو كانت بعض الأغاني التي قدمها الرويشد خلال مشواره، من ألحانه، وقال: أغنية قديمة اسمها «اسكت ولا كلمة»، وأغنية مرعبة من ألحان الموسيقار الراحل عمار الشريعي بعنوان «مسحور»، فهذه الأغنية فيها جملة في علم المقامات أقل ما توصف به أنها «مرعبة»، لأن الشريعي قدم في دقيقة واحدة مقام «النهاوند»، ثم انتقل لمقام «الراست» وعاد لـ «النهاوند» مرة أخرى، وهي قدرة فائقة للملحن وللمطرب، وتم ذلك من خلال جملة هي «لي في مراسي الشوق» وأيضا تمنيت أن تكون أغنية «نهاية قصتك» من ألحاني أيضا.
وحول إحساسه بالرهبة وهو يعمل مع الرويشد، قال: شعرت بالرهبة من حجمه فنيا، ولكن أخلاقه تزيل هذه الرهبة، متطرقا الى ألبومه الجديد، لافتا الى انه انتهى من 80% منه وانه يتعاون مع أسماء جديدة.
وتحدث عن سبب عدم غنائه لمقدمات المسلسلات منذ فترة، واوضح: سبق أن غنيت مقدمة مسلسلي «بنت وشايب» للنجم الكبير محمد المنصور، من إخراج خالد الرفاعي، وعمل آخر قبله بعنوان «حكايات شعبية» من ألحان د.عامر جعفر، ومن الجيد أن يكون صوت المطرب متواجدا مع الجمهور على مدار 30 يوما خلال شهر رمضان.
وعن عمله الأكاديمي كونه مدرسا لمادة الفوكاليز والبيانو بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، قال: هذه الايام فترة اختبارات، والشباب طوال السنة يأخذون راحتهم وعندما يأتي وقت الجد يلجأون لي وأقول لهم «حاضر»، مؤكدا وفق رؤيته كرجل أكاديمي انه توجد مواهب جديدة تبشر بالخير، وقال: المواهب في الكويت لا تنضب، لكن ما لفت نظري هذا العام وجود مواهب عمانية خارقة بمعنى الكلمة في علم الموسيقى والأبعاد الموسيقية بشكل عام.