إن تغير المناخ له تأثيراته على الصحة والبيئة والتنمية وهذه إحدى القضايا والتحديات المهمة التي تقودها الأمم المتحدة من خلال متابعتها للبرامج والاتفاقيات الدولية وتقارير وإنجازات وتعهدات الدول ومن بينها قطاع الصحة حيث إن تأثيرات المناخ على الصحة تحظى باهتمامات منظمة الصحة العالمية ضمن منظومة الأمم المتحدة.
ويجب تعزيز الاهتمام بوضع الخطط والاستراتيجيات لدعم النظام الصحي بأكمله للتصدي لهذا التحدي من خلال التوعية وإجراء الدراسات العلمية ووضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات لدعم قدرات القطاع الصحي وخصوصا لمجابهة تأثيرات المناخ على صحة القلب وعلى الوفيات بسبب أمراض القلب وكذلك على صحة المرأة والطفل وعلى الأمراض المزمنة والأوبئة والأمراض المرتبطة بالبيئة.
ويجب على واضعي خطط تطوير النظام الصحي وتحديثه ألا يغيب عنهم تحليل الوضع الحالي من حيث معرفة العاملين بالقطاع الصحي بجميع تخصصاتهم بتأثيرات تغير المناخ على الصحة والاستعداد والخطط والبرامج لمجابهة هذا التحدي الذي ليس ببعيد عن أي نظام صحي في العالم.
وإن استضافة المؤتمرات الدولية في عامي 2022 و2023 في منطقتنا العربية وأعني في مصر وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يعني أن التحدي والتصدي له قريب جدا وينبغي الاستعداد المناسب له بالعلم والخطط والدراسات وتعزيز البنية الأساسية داخل القطاع الصحي وكليات ومعاهد إعداد وتدريب الكوادر الصحية بجميع فئاتهم.
وقد يكون لكلية الصحة العامة بجامعة الكويت دورا قياديا في هذا الصدد من خلال تبني وقيادة مبادرة التصدي لتأثيرات تغير المناخ على الصحة وهي متعددة المحاور وإن تمويل بحوث وطنية عن طريق مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبالتعاون مع المنظمات والمراكز البحثية المرموقة من شأنه أن يعزز مكانة الكويت في المنظمات الدولية والأوساط العلمية ويضاعف من قدرات الباحثين والمراكز الوطنية والبنية الأساسية وأهم عناصرها وهو العنصر البشري من الباحثين والمهتمين.
وأتمنى أن تشهد الأيام القادمة ردود أفعال تليق بمكانة الكويت ومؤسساتها التنموية والبحثية والصحية والبيئية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة إلى جانب الدور المحوري والتنويري والتنموي من جانب القيادات الإعلامية والزملاء من كتاب الرأي ومحرري الأبواب والأعمدة الثابتة بالصحافة الكويتية إذ إن تغير المناخ وتأثيراته على الصحة لم يعد بعيدا عن أي نظام صحي ويجب مواجهة تحدياته بالالتزام بالمنهجية العلمية المناسبة من جميع الشركاء في المنظومة الصحية.
وإن تأثير تغير المناخ على صحة القلب هو أحد أبعاد التحدي، وجمعية القلب الكويتية لديها من الكفاءات والإمكانيات ما يؤهلها للتعاون مع الخطط والاستراتيجيات الوطنية في هذا الصدد وإعطاء نموذج لمشاركة المجتمع المدني في التصدي لهذا التحدي كشريك رئيسي يعتمد عليه من جميع الشركاء.