تحية شكر إلى الأستاذة الدكتورة موضي عبدالعزيز الحمود بمناسبة إهدائها إليّ كتابها القيِّم «قضايا ورأي» .
أذلك ضَوْءٌ أتى بارقاً
فأضفى على الكون إشراق نورْ
تُزيح الظّلام به شعلةٌ
لتُظْهِرَ كيف تُنير السطورْ
كتابٌ حَوَى درراً غاليا
ت، تَضِنُّ بها عامرات البحورْ
فجاءت على خير ما ينبغي
تُفيد العقول وتَشفي الصدورْ
نتاجك (موضي) نتاجٌ بِهِ
من الفكر ما قَلَّ منه النظيرْ
مَلَأتِ به الصفحاتِ الطوا
ل، بعلمِكِ وَهْوَ كثيرٌ غزيرْ
وأبدعتِ إذ جاء تعبيرُهُ
يَمسُّ القلوب ويحيي الشعورْ
وقلتِ: لنا وطن رائعٌ
بِكلِّ التكاتف منا جديرْ
حبانا بما نحن في حاجةٍ
إليهِ، ومازال يُهدي الوفيرْ
وقد جاء عن حاله شاهداً
مرور الزمان، وكرُّ الدُّهورْ
بجدٍّ وعزمٍ بناه البُنَا
ة، قديما، وكانوا له خيرَ سُورْ
وكانوا يداً حين يدعوهُمُ
يُفَدُّونَهُ في جميع العصورْ
يُنادي فَيَلْقَى لهم ضَجَّةً
تُذيقُ المُعاديَ سوءَ المصيرْ
هُمُ أهلُهُ، كُلّهُمْ أسرةٌ
يُنير طريقَهُمُ في المسيرْ
نَقَاءُ الأَخُوَّةِ ما بينهم
برمز الإخاء وطُهرِ الضميرْ
***
تَحَدَّثْتِ (موضي) بما قد كَتَبْ
تِ حديث حصيف إلينا خبيرْ
وأحييت ذكرى رجالٍ مضوا
وجدناهُمُ - أمسِ - نِعْمَ العشيرْ
وقمت هنا بالذي قد ذكر
ت، مقام النذير لنا والبشيرْ
وطفت بنا في نواحي الحيا
ة، ومنها الكئيبُ ومنها الأثير
تقولين هذا سبيل النجا
ة، فَأمُّوا إليه الطريق القصيرْ
إذا رُمتمُ وطناً سامِقاً
له في المحافل أسمى حُضُورْ
مع العِزِّ تخفق أعلامُهُ
وبالسَّعدِ يصدح فيه السرورْ
يعيش المواطن في ظلِّهِ
بهدأة أمنٍ، وجَفْنٍ قريرْ
فكونوا له مثل آبائكم
وصونوه من عاديات الشرورْ
فبالودِّ ما بينكم تُدْركو
نَ، مجازا إلى عاليات الأمورْ
وبالحكمة انطلقت تزدري
تفاهات كلِّ مُضِلٍّ غريرْ
يرى نفسه فوق كل الأنا
م، وذلك أمر عليه عسيرْ
وعقلُ الفتى خير هادٍ لَهُ
ففيه يُلاقي الملاذ الأخيرْ
يُهِمُّ الكويتَ ائتلاف لكم
يقيكم تَقلُّبَ دهرٍ مريرْ
فما عاش شعب نرى بينه
أُناسٌ لهم رغبةٌ في الفُجورْ
وحسن الحِوار إذا ما جرى
يزيح شياطينهم للجحورْ
***
أيا موطنا قَدْ سما موطنا
وَحَلَّق في مجده كالنسورْ
أتتكَ التي قد عرفنا لها
علاجَ الأمور بقلب كبيرْ
ونصحٍ تُقَدمه كلَّ آ
ن، فيسري لنا سريان العبيرْ
نَشُمُّ به ريحَ تاريخنا
فيملؤنا عند ذاك الحبورْ
ونحن لموضي نزفَّ التحا
يا، لما قدَّمتْ، وهو أمرٌ كثيرْ