استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي امس في لقاء أخوي ودي بقصر الاتحادية كلا من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، بأن اللقاء شهد عقد مأدبة إفطار على شرف ضيوف مصر الكرام، حيث تبادل الزعماء الأشقاء التهاني بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك.
كما هنأ الرئيس السيسي وسمو ولي عهد أبوظبي جلالة ملك الأردن على نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا، متمنيين له دوام الصحة والعافية، فيما أعرب جلالته عن شكره وتقديره للمشاعر الأخوية الطيبة التي أبداها شقيقاه المصري والإماراتي.
وقد رحب الرئيس السيسي بشقيقيه الأردني والإماراتي ضيفين عزيزين على مصر، معربا عن التقدير للعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدان الثلاثة على المستويين الرسمي والشعبي، فضلا عن التشابك الحضاري الممتد بينها.
وأكد الرئيس السيسي تطلع مصر إلى تعزيز التعاون البناء بين مصر والأردن والإمارات، والانطلاق معا نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية التي تؤسس لعلاقات ممتدة وتحقق المصالح المشتركة، وتصب في خانة تعزيز العمل العربي المشترك، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تموج بها المنطقة، فضلا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.
من جانبهما، ثمن ضيفا مصر الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدان الثلاثة، مؤكدين الحرص على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعوب الشقيقة في الدول الثلاث، وبما يعظم استفادتها من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم، ويضيف مزيدا من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة، فضلا عن كون هذه العلاقات تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر والأردن والإمارات إقليميا ودوليا.
وأضاف المتحدث الرسمي ان اللقاء شهد التباحث حول تطورات مسارات التعاون المختلفة بين مصر والأردن والإمارات، حيث تم التوافق بشأن استمرار التنسيق والتشاور إزاء كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المتبادل، بهدف توحيد الرؤى والتحركات، ودعم العمل العربي المشترك وبذل الجهود اللازمة لصون الأمن القومي العربي.
كما شهدت المباحثات كذلك استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصة تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين الدول الثلاث في هذا الإطار، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها مدينة القدس، مشددين على أهمية استدامة الجهود لاستعادة الهدوء في القدس، وضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، كما أكد الزعماء في ذات السياق على احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وضرورة تقديم جميع أشكال الدعم للإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، فضلا عن أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين وضرورة إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
وتم أيضا تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الدولية، خاصة تطورات الأزمة الروسية - الأوكرانية، والدور العربي في هذا الصدد من خلال لجنة الاتصال العربية، حيث تم التأكيد على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الديبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيا بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفاديا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي.
أكد عدم ادخار أي جهد في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس
بيان مصري - أردني - إماراتي يؤكد أهمية إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات حل الدولتين
القاهرة - وكالات: استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بمطار القاهرة، امس، كلا من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بحسب ما صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية «بتراء» ان القادة عقدوا اجتماعا ثلاثيا في قصر الاتحادية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مؤكدين، اعتزازهم بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بلدانهم.
واعتبر القادة أن التحديات والأزمات الحالية، بطبيعتها المعقدة وتداعياتها العابرة للحدود، تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل التعاون الإقليمي خصوصا في أزمات الأمن الغذائي والطاقة.
وأكدوا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالح البلدان الـ 3 ويخدم القضايا العربية.
وتناول اللقاء آخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ شدد القادة على أن بلدانهم لن تدخر جهدا في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معيقات أو مضايقات.
وأكد القادة أهمية احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأهمية دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.
كما أكد القادة ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وأهمية إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
وبحسب «البتراء» دان العاهل الأردني الانتهاكات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات على المصلين، وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور.
وأكد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، معبرا عن رفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أهمية استمرار الجهد الديبلوماسي لمعالجة جذور التوتر والصراع الذي سيبقى يهدد المنطقة، ما لم يتم استئناف عملية السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبين جلالته أن الأزمات العالمية على خطورتها، ينبغي ألا تصرف الاهتمام عن القضية الفلسطينية، مؤكدا الحاجة إلى تحرك المجتمع الدولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وضمان عدم تكرارها، حماية للقانون الدولي ولمنع تفاقم موجة العنف أو تجددها مستقبلا.
وأقام الرئيس السيسي مأدبة إفطار تكريما للعاهل الأردني، وسمو ولي عهد أبوظبي، حضرها الوفدان الرسميان المرافقان الأردني والإماراتي، وكبار المسؤولين المصريين.