قبل أيام وبالصدفة التقيت شباباً من الأصدقاء بحضور مجموعة «إكسبو» المهتمين بالتوثيق والتراث، ودار حديث طويل عن دور المتاحف الأهلية المعروفة وغير المعلن عنها، وعن أهم الشخصيات الذين يمتلكون مقتنيات تراثية وتاريخية!
وتطرقنا بالحديث والحوار إلى متحف الراحل طارق رجب، الذي كان ضمن الموسوعة التاريخية الرائدة في الكويت، ومن المتاحف الأهلية ذات الصيت العالمي وكان مزارا لضيوف الكويت من قبل السياح وضيوف الدولة.
هذا المتحف له قيمة وطنية كبيرة نتمنى على الدولة والمجلس الوطني وضع يدها عليه واعتباره من المواقع التراثية والتاريخية التي لا تقل أهميتها عن «بيت العثمان» و«بيت القرين»، وكذلك «كشك مبارك» ومبنى المدرسة المباركية والقبلية ومدرسة عائشة وغيرها من المواقع الأهلية التي أصبحت تحت إشراف الدولة ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لذلك نحن نتمنى إدراج متحف طارق رجب الثمين بمقتنياته التراثية والتاريخية ضمن هذه المنظومة الوطنية من المتاحف والمباني التاريخية ليستمر مزاراً للرواد وضيوف الدولة.
فهل وصلت رسالتنا حتى لا يهمل هذا الصرح الرائد ويتصرف به الورثة ويصبح مزادا وسوقا لاقتناء مقتنياته التاريخية التي تعب واجتهد الراحل طارق رجب ليجعله معلما من معالم الكويت والذي اشتهر عالميا بثروته التراثية والتاريخية مثل موقع «المستشفى الأمريكاني» الذي أصبح متحفا تاريخيا مهماً ومن معالم تاريخ الكويت التليد.
٭ عزيزة «الرائدة» وداعاً!
فقدت الكويت رائدة من رواد الأدب والثقافة والمجتمع، الأخت الكبيرة الراحلة عزيزة محمد البسام، التي كانت علما في وضع بصمتها الأدبية والثقافية من عام 1966 عندما كلفت بأن تكون أول رائدة في عالم المكتبات العامة، وأول سيدة في العالم العربي تتقلد منصب أمين مكتبة عامة وربما في العالم.
عرفنا هذه السيدة الفاضلة التي عملت أمينا عاما لمكتبة الدسمة النسائية أول مشروع وطني رائد في المنطقة العربية وتعرفت عليها عام 1975 عندما كنت أعمل في مركز شباب الدعية مشرفا ثقافيا، حيث قمنا بزيارتها لعمل تحقيق صحافي لمجلة المركز الثقافية، لأنها كانت شخصية مرموقة في ميدان الثقافة والأدب، ومنذ تلك الزيارة توطدت علاقتي بالراحلة، رحمها الله، وكانت ملهمتنا بالعمل الوطني ثقافيا وصحافيا، لأنها، رحمها الله، كانت مدرسة وقدوة عظيمة في مجال عملها الرائد حتى تقاعدها، واستمرت ناشطة بالعمل المجتمعي والثقافي، من هنا يجب علينا وعلى وزارة التربية أن تخلد ذكراها بإطلاق اسمها على مدرسة أو معلم تربوي أو ثقافي يتبع وزارة الإعلام أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
رحمك الله يا عزيزتنا الغالية عزيزة البسام رحمة واسعة، في جنان الخلد وغفر الله لك، والله من وراء القصد والسلام.