تصاعدت نبرة التهديد بين إيران وإسرائيل بالتزامن مع ضغوط أوروبية وأميركية على طهران مع انعقاد اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في ظل تعثر المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق 2015 النووي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت امس، إنه يتوقع أن يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تحذيرا واضحا لإيران بشأن برنامجها النووي.
وأضاف بينيت في تصريحات أمام لجنة برلمانية «نتوقع أن يصدر مجلس المحافظين إشارة تحذير واضحة للنظام في طهران، ويوضح أنهم إذا واصلوا سياستهم النووية المتسمة بالتحدي فسوف يدفعون ثمنا باهظا».
وبالتوازي مع ذلك، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي امس عن مسؤول إسرائيلي القول إن إيران لديها بالفعل كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لتصنيع 3 قنابل نووية.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصوت على قرار يدعو إيران إلى الوفاء بالتزاماتها، لكنه لن ينتقد النظام الإيراني.
وأعرب عن أمله في أن يدرس مجلس الأمن الدولي، بعد تصويت الوكالة الدولية، فرض عقوبات على إيران.
وفي السياق نفسه، قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لمجلس محافظي الوكالة مسودة قرار ينتقد إيران لعدم ردها الكامل على أسئلة الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن آثار اليورانيوم الموجودة في مواقع لم يتم الإعلان عنها، وهي خطوة من المرجح أن تثير غضب إيران.
وجاء في نص مسودة القرار المقدمة أن المجلس «يعبر عن قلقه العميق من أن قضايا الضمانات المتعلقة بهذه المواقع الثلاثة غير المعلنة لاتزال معلقة لأن إيران لم تبد تعاونا موضوعيا بالقدر الكافي على الرغم من التواصل المتكرر مع الوكالة».
وذكر النص أن المجلس «يدعو إيران إلى التحرك العاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية وقبول عرض المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) إجراء المزيد من التواصل لتوضيح وحل كل قضايا الضمانات العالقة وذلك دون إبطاء».
في المقابل، نقلت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري قوله امس إن إيران ستدمر مدينتي تل أبيب وحيفا إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ.
وقال حيدري «لأي خطأ يرتكبه العدو، سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض بأمر من المرشد الأعلى». وأضاف «قواتنا تمتلك كما هائلا من التجهيزات العسكرية للرد على أي خطوة حمقاء من جانب العدو».
بدورها، حذرت الصين وروسيا، اللتان مازالتا طرفين في الاتفاق النووي إلى جانب بريطانيا وألمانيا وفرنسا، من أنه من شأن أي قرار من هذا النوع أن يعرقل المفاوضات.
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن روسيا لن تؤيد قرار مجلس مدراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران في حال تبنيه خلال الدورة الحالية.
وقال المندوب الروسي في منشور على حسابه على «تلغرام» امس، إنه «يتضح أكثر فأكثر أن نية المشاركين الغربيين في مفاوضات فيينا تبني القرار حول إيران خلال الدورة الحالية لمجلس مدراء الوكالة غير بناءة بالنسبة للاتفاق النووي»، مضيفا أن «روسيا ستنأى بنفسها عن مثل هذا القرار».