بقلم: سفير دولة الإمارات لدى الكويت د.مطر حامد النيادي
برحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقدت المنطقة والعالم رجل دولة من الطراز الأول وقائدا من قادة التنمية والنهضة بما كان له من رؤية ثاقبة وحرص على التطوير والازدهار، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في تحقيق الإنجازات والقفزة النوعية التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عهده المبارك. المغفور له الشيخ خليفة بن زايد من القيادات التاريخية الفذة المشهود لها بالعطاء والبذل على مدى سنوات طويلة من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده المغفور له الشيــخ زايد بن سلطـان آل نهيان في مرحلة التأسيس لبناء ونهضة الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم.
وبانتهاء فترة الحداد الرسمي نتقدم للأشقاء في الكويت الشقيقة بخالص الشكر والتقدير على المشاعر الصادقة تجاه فقيد الوطن الكبير والتي عبرت فيها الكويت عن حزنها العميق لوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. فقد نعى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان معبرا سموه عن بالغ حزنه وتأثره لوفاته، قائلا إن «الأمتين العربية والإسلامية فقدت أحد قادتها العظام الذي كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية». كما وجه سموه بإقامة صلاة الغائب في جميع مساجد الكويت على روح الفقيد وتعطيل الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الإعلام لمدة 40 يوما وقطعت قنوات التلفزيون برامجها المعتادة وبثت القرآن الكريم. كما عبر سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ولي العهد عن بالغ حزنه وتعازيه لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وكذلك لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. كما ترأس سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد وفد الكويت لتقديم واجب العزاء في فقيد الوطن بينما ترأس معالي مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة وفد المجلس لتقديم واجب العزاء.
وفي يوم السبت الموافق 14/5/2022 فتح سجل العزاء في بيت الإمارات بالكويت الشقيقة وكان أول المعزين وزير الخارجية في الكويت الشقيقة الشيخ د.أحمد ناصر المحمد الذي حرص على أن يكون أول المعزين لنقل تعازي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وحكومة الكويت والشعب الكويتي الشقيق.
خلال فترة العزاء التي استمرت مدة سبعة أيام كانت العبارة التي نسمعها من جميع المعزين من مختلف أطياف المجتمع الكويتي الشقيق بأن الفقد واحد والحزن واحد في الكويت كما هو في الإمارات. كما أعد الإعلام الكويتي خلال فترة العزاء تغطية خاصة عن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، ومسيرته العطرة وكذلك خصص برامج وتغطية عن انتخاب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيسا لدولة الإمارات وانطلاقة مرحلة جديدة في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن الانتقال السلس للسلطة بدولة الإمارات بانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، من قبل إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات يوم السبت الموافق 14/5/2022 يعكس مكانة وقوة العمل المؤسسي والمستوى المتقدم لاستقرار الحكم وآليات تداول السلطة في دولة الإمارات وفقا لأحكام الدستور. لقد رسخت دولة الإمارات موقعها الريادي في مرحلتي التأسيس والتمكين كموطن للفرص وتحقيق الأحلام وأرض خصبة للاقتصاد والاستثمار والتقدم العملي والتحول الرقمي واكتشاف الفضاء والتميز وتنويع مصادر الطاقة وتحقيق الأمن الغذائي والصحي وتسهيل ممارسة الأعمال ومد يد العون وإغاثة الملهوف وتنمية العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء وتعزيز مسيرة النمو وتحصين الدولة لردع كل طامع في مقدرات الوطن. وتمضي دولة الإمارات نحو الخمسين السنة القادمة برؤية واضحة وبطموح وعزيمة لمستقبل زاهر وإنجازات غير مسبوقة تحت قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.