تتوالى التحديات الخارجية والفتن الداخلية على وطننا الصغير في مساحته، الكبير في مواقفه.
فـفـي الســياســـة الخارجية، وعلى وجه الخصوص، تضغط رياح التطبيع مع الكيان الصهيوني، مع تكهنات بمشروع «ناتو» عربي - إسرائيلي، ليكون في وجه المدفع خدمة للمصالح الأميركية في مواجهة التغلغل الصيني والنفوذ الروسي.
وفي الداخل، حيث تجري عمليات وصفت بأنها إصلاحية في مواجهة الفساد المستشري في جسد البلاد، مما أشغل السوشيال ميديا يوميا بمواد تبادل الاتهامات والتلاسن بين أطراف أقطاب المشهد السياسي المحلي، وعرض فضائح اختلط فيها الكذب والتدليس مع الحقائق، والصالحين مع الطالحين، كل يجر النار إلى قرصه، لحشد المؤيدين، إمعانا في إدانة المتهمين، وتبريرا لساحة المدانين.
وهي حالة طبيعية تجري مع كل العمليات التغييرية في بلاد العالم بين الحرس القديم والجيل الجديد.
والسلاح النافذ ضد تلك التحديات الخارجية هو التمسك بالوحدة الوطنية التي قوامها الثوابت الإسلامية والوطنية ممثلة في الدستور نصا وروحا واحترام الإرادة الشعبية الكويتية التي أجمعت على استـقلالية القرار الكويتي، الـــذي لا يــباع ولا يشترى، في مواجهة العدو الصهيوني ومصالحه.
وفي الفتن الداخلية فكن كما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: «كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب»، أي ابن ولد الناقة الذكر، لا يكون قد كمل وقوي ظهره على أن يركب وليس بأنثى ذات ضرع فيحلب، وأيام الفتنة هي أيام الخصومة بين منافسين، يدعو كلاهما إلى حماية فساد! فأما إذا كان أحدهما صاحب حق فليست أيام فتنة، بل يجب الوقوف مع صاحب الحق، في إعزاز البلاد وإظهار الحق.
[email protected]