قصص أغرب من الخيال عن المخدرات ولولا ثقتي براويها لما صدقته وما نقلتها لكم.
زميل عمل وأحد سكان المناطق الداخلية الهادئة يقول: في إحدى الليالي سمعنا صوت ضجيج وإزعاج في الخارج، وعندما خرجنا فوجئنا بأحد الشباب في سيارة رياضية قديمة يستعرض فيها و«يقحص» أمام دوار قريب من بيتنا معرضا نفسه والآخرين للخطر.
ويضيف: من شدة غضب أحد الموجودين رمى عليه حجرا محاولا إيقافه وإثنائه عن الاستمرار في وصلته الخطرة تلك، فما كان من ذلك المستهتر إلا أنه اقترب بسيارته وبصق علينا، ما زاد من سخطنا عليه وحاولنا الهجوم عليه، لكنه فجأة أخرج شيئا أسود صغيرا من درج سيارته، اتضح لنا أنه مسدس صغير فتراجعنا كلنا عنه وتركناه يمضي في طريقه.
هذا الشخص نفسه قبضت عليه دورية بعد عدة أيام ووجدت في سيارته أدوات لتعاطي المخدرات.
هذه القصة قبل سنوات طويلة لكن أوردتها لكم لكي أعطيكم مثالا على تأثير مشكلة المخدرات علينا جميعا وبشكل شخصي حتى أنها وصلت لتهديد حياتنا وأمام بيوتنا.
في الآونة الأخيرة هالنا ما نسمع من ضبطيات كثيرة ومتعددة للمخدرات بكل أنواعها وبكل منافذ البلد سواء البرية منها أو الجوية والبحرية.
واضح أن هناك إغراقا متعمدا للبلد بأطنان المخدرات واستهداف حقير لشبابها ومواطنيها.
فأنت تمشي بالشارع وتأكل في المطعم وتجلس في الديوانية ولا تعلم أن هناك أحدهم «مبتلى» بوباء المخدرات وأي نقاش بينك وبينهم قد يتحول لجريمة قتل أو تعد بالسكاكين أو تهديد بمسدس كما ذكرت في بداية المقالة.
أول خطوة لإنقاذ بلدنا وشباب بلدنا من المخدرات هي تسريع محاكمة من يستورد ويبيع تلك السموم مع صدور أحكام رادعة تنفذ فورا ضدهم.
وعندما تنتشر سمعة الكويت أنها البلد الذي يعدم تجار المخدرات ومروجيها بعد محاكمة عادلة وسريعة من درجة واحدة سيتردد الكثير من المجرمين من الولوج لهذه التجارة المميتة لشبابنا.
٭ نقطة أخيرة: مكافحة المخدرات تستحق أن يطلق عليها الهم القومي الأول، فهي غزو ثان بحكم هجومها على مستقبل هذا البلد المتمثل في شبابها، بل حتى أنه وصل إلى مراهقينا.
ghunaimalzu3by@