- لا نقدم فيلماً وثائقياً.. والانفتاح هو قبول اختلافات الآخرين
- التعليقات السلبية والإيجابية زادت من متابعة البرنامج
دعاء خطاب
DOUA_KHATTAB@
تصدر الموسم الأول من مسلسل The Real Housewivesof dubai الذي يعرض حصريا على OSN قائمة الأعلى مشاهدة وأثار حديث رواد التواصل الاجتماعي، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه هذا المسلسل التلفزيوني الأميركي الشهير في مواسمه السابقة، خاصة أن الموسم الحالي تم تصويره في مدينة دبي ليسلط الضوء على الحياة الحقيقية لست سيدات مجتمع في علاقاتهن ومهنهن وأنماط حياتهن الفخمة والفائقة الثراء.
ويشارك فيه نجمة تلفزيون الواقع كارولين ستانبري، ومشهورة وسائل التواصل نينا علي، ورائدة الأعمال الإماراتية سارة المدني، ومصممة الأزياء ليسا ميلان، ومديرة العقارات كارولين بروكس، وعارضة الأزياء وصاحبة ماركة مستحضرات التجميل شانيل أيان.
«الأنباء» كان لها لقاء خاص مع رائدة الأعمال الإماراتية سارة المدني التي أكدت أنها لا تمثل المرأة الإماراتية بل تمثل نفسها كونها سيدة أعمال وأم عزباء تعيش في الإمارات، قائلة إن برامج تلفزيون الواقع غير مألوفة في الثقافة العربية وهو ما يفسر هجوم البعض على العمل، كما قالت خلال حوارها مع «الأنباء» إن تصوير هذا الموسم في دبي من شأنه أن يعزز السياحة ويفتح أعين العالم على الواقع ويصحح العديد من المفاهيم الخاطئة. وأضافت: «لقد غيرت دبي القوانين لاستيعاب الانفتاح والناس من جميع أنحاء العالم، حتى يشعر الجميع وكأنه في وطنه». والى التفاصيل في السطور التالية:
في البداية، من سارة المدني؟
٭ أنا امرأة تحب العمل الجاد وتؤمن بالناس، وتحب المخاطرة وتستمتع بالحياة.
لديك قصة نجاح ملهمة للكثير من السيدات العربيات، كيف كانت بدايتك ومن كان مصدر إلهامك وقوتك في الحياة؟
٭ كنت ابنة 15 عاما عندما بدأت مسيرتي المهنية، وفي ذلك الوقت لم يؤمن بي أحد لصغر سني، فتحتم علي أن أكون أنا من يلهمني، خاصة انه لم يكن هناك إنترنت في ذلك الوقت يساعدني في البحث عن الملهمين أو في إيجاد شخص يحفزني أو يلهمني أو يكون دافعا لي للاستمرار. كانت الموارد آنذاك محدودة، لذلك توجب علي أن ألهم نفسي، وهذا علمني الاكتفاء الذاتي، وأن أجد الإلهام دائما في نفسي فلا أعتمد على أي شخص أو أي شيء.
كيف جاءت مشاركتك في برنامج
THE REAL HOUSEWIVES OF DUBAI؟
٭ بدأت أدير مشروعا تجاريا في سن مبكرة، ولم أكن أبدا شخصا متعلقا بالتلفزيون، لكنني كنت سمعت عن برنامج تلفزيون الواقع، كيف لا وهو برنامج عالمي شهير، بالرغم من أنني لم أشاهده أبدا. لذلك عندما تواصل معي شخص من البرنامج عارضا علي المشاركة في نسخة دبي، ظننت بأنها مزحة! ولم أصدق الأمر حتى استطعت التحقق من هويته، وعندها صدمت! فبعد كل ما سمعته عن البرنامج لمدة طويلة، وجدتني سأكون جزءا منه!
لا أخفيكم أنني ترددت، لأن برامج تلفزيون الواقع غير مألوفة في ثقافتنا ومجتمعنا، لكنني قلت لنفسي إنه تجربة جديدة وأن كل ما أحيا له هو تجربة الأشياء الجديدة، وحب المخاطرة.
كيف جاء اختيارك ولماذا قبلت؟
٭ لا أعرف بالضبط طريقة اختياري للمشاركة في البرنامج، لكنني أعلم أنني كنت من أوائل الذين وقع الاختيار عليهم، وذلك ربما بسبب موقفي كامرأة متمردة، تمردا إيجابيا بالطبع. لقد عرفني جمهور عريض في دول كثيرة حول العالم من قبل، فقد ألقيت أكثر من 200 خطاب في مناسبات عامة بجميع أنحاء العالم.
ما الصورة التي رغبت في إيصالها عن المرأة الإماراتية، وكيف هي ردود الأفعال التي تصلك بشكل مباشر؟
٭ أنا لا أمثل المرأة الإماراتية، أنا أمثل المرأة التي تعيش في دولة الإمارات، وفي نهاية المطاف أمثل نفسي. أعتقد أنني ابنة دبي التي تجسد مدينتها، فدبي منفتحة، لكنها مستقرة، وتقدمية، لكنها محافظة. إنها مزيج فريد من بلد مفتوح مستقبلي، ولكنه في الوقت نفسه يحافظ على ثقافته ويحترمها، وهذا المزيج يتجسد في نفسي بوصفي ابنة مدينة لا تعرف المستحيل، وللمرأة الإماراتية، مع ذلك، أطيافا عديدة، فهناك المحافظة والمنفتحة، وثمة الهادئة الوادعة، والمنطلقة الجامحة. أما أنا فلا أستطيع أن أكون كل هؤلاء النساء. أنا لا أمثلهن جميعهن، بل أمثلني!
كيف تبدو حياة بطلات العمل عندما يكن بعيدا عن الهواء وأوقات التصوير.. هل يعشن نفس الحياة؟
٭ لا أعرف بشأن الأخريات، ولكن عن نفسي، فإنك إن كنت تعرفني وشاهدت البرنامج سوف تقول «هذه أنت تماما»! لهذا السبب أظهر في العديد من الحلقات دون أن أضع مساحيق التجميل، مثلا. أنا إنسانة عملية وأم عزباء تدير عدة شركات، لذلك لا يمكنني أن أبقى متأنقة على مدار الساعة، وليست النساء هكذا في الواقع أصلا، لذلك حرصت على أمثل نفسي كما أنا تماما. أما عن المشاركات الأخريات في البرنامج، وبعضهن صديقاتي، فأعلم أنهن يمثلن أنفسهم تماما سواء أمام الكاميرا أم بعيدا عنها، لكن لا يمكنني التحدث بالنيابة عن أحد.
بين بطلات تلفزيون الواقع المشاركات في العمل برأيك من منهن أكثر جذبا للأضواء، ومن الأقرب بينهن لك؟
٭ أنا أقرب إلى نينا وكارولين ستانبري لأنني عرفتهما من قبل، وقد شعرت مع بداية التصوير باشتداد القرب منهما، لأن المرء يصبح أكثر حساسية وإظهارا للعواطف في البرنامج. أما عمن يجذب الانتباه أكثر، فهي شانيل، التي تحب أن تكون في دائرة الاهتمام، حتى إن لم يكن هذا ضروريا.
لاقى العمل هجوم عدد من رواد السوشيال ميديا.. وكانت الانتقادات ان ذلك النوع من برامج تلفزيون الواقع لا يمثل العادات والتقاليد الحقيقية لأهل الإمارات.. ما تعليقك؟
٭ نعم، كان هناك الكثير من ردود الفعل العكسية، وكان هناك فيديو صورته شخصية شهيرة في المجتمع. أعتقد أن رد الفعل السلبي لم يكن مبنيا على فهم سليم لما يحدث. هذا البرنامج ليس فيلما وثائقيا عن ثقافة دولة الإمارات وتقاليدها. هذا برنامج تلفزيون حول واقع حياة ست من سيدات المجتمع، يسلط الضوء على معيشتهن وعملهن، وسبلهن لجني المال وتربية الأطفال، وحياتهن مع أزواجهن، وكيف يمضين في حياتهن بعد الطلاق، كذلك اقترح البعض تغيير اسم البرنامج حتى لا يقدم صورة خطأ. لكن لا يمكن لأحد تغيير اسم برنامج امتياز ظل موجودا طوال 15 عاما، فهذا فهم خطأ تماما. أتذكر أول رجل هاجم البرنامج، كان يقول: «زوجتي تطبخ، وزوجتي تنظف، وهي المنزل تعلم أطفالي». شعرت بالأسف لموقفه وأعربت عن احترامي لزوجته وقراراتها التي تتخذها في حياتها. فسواء أكانت تريد أن تكون ربة منزل أم رائدة أعمال، سوف أحترم كلا الخيارين. إذا كان ذلك باختيارها فأنا أحترمها، ولكن إذا كان رغما عنها فلن تنال احترامي. أما أنا، فلا أطمح لأن أكون مثل زوجته. أنا المعيل الوحيد لطفلي، وأنا المسؤولة عن تربيته، وقد بنيت نفسي بنفسي، لذلك لدي مسؤوليات، أما ذلك الشخص وزوجته فهما زوجان يعيشان معا، ويدعم أحدهما الآخر، أما أنا فليس لدي نظام الدعم هذا، فأفعل كل شيء. لذا فالمقارنة أصلا في غير محلها لأن أسلوب حياتي مختلف تماما.
نحن من بلد التسامح، ولا ينبغي لأحدنا أن يحكم على الآخر بتلك الطريقة، فالتسامح هو قبول اختلافات الناس واحترامها، حتى لو كانوا من الدين والثقافة نفسيهما، ومن لا يحب هذا النوع من البرامج فلا يشاهدها.
رغم توضيحك أن العمل لا يمثل حياة وثقافة كل سيدات الإمارات، وأنه يقدم عددا من النساء الأجنبيات اللاتي يقمن في دبي إلا أن معظم المتابعين يرفضون مشاركتك فقط لأنك عربية.. السؤال هل بدورك كسيدة إماراتية كان لك عدد من التحفظات او الشروط قبل الموافقة على الانضمام لنجمات البرنامج؟
٭ لا أستطيع أن أنكر واقعي وأن أكون شيئا آخر لمجرد البحث عن الحب والقبول لدى الآخرين، ولذلك حرصت على أن أكون أنا نفسي تماما في البرنامج، فلم أتظاهر ولم أخجل. وأنا امرأة حرة، لكنني أراعي بالطبع قوانين الدولة وأنظمتها، فأنا أحترم أصلي وأفخر وأعتز بأنني إماراتية. وبالطبع، لم أتجاوز الحدود، لا في البرامج ولا حتى في حياتي الخاصة بعيدا عن الكاميرات.
هل تعتقدين أن الترويج لفكرة المساكنة قبل الزواج أو تناول المشروبات وتعدد العلاقات من خلال ما يتم عرضه في البرامج والأفلام له تأثير سلبي على الجيل الجديد من الشباب؟
٭ هذه الأشياء ليست جديدة، فقد رأيناهم في الأفلام منذ أن كنا صغارا. لذلك فإن طريقة تربية الطفل مهمة للغاية. فسواء رأى الطفل هذه الأشياء أم لا، يجب تعليمه كيفية التمييز بين الصواب والخطأ، وعلينا أن نتحلى بعقل متفتح ونفهم أن ما يناسبنا قد لا يكون مناسبا لغيرنا، وبالعكس، لكن هذا لا يعني أن نهاجم الآخرين بسببه.
لقد ربتني عائلتي على عدم تناول المشروبات الكحولية، لكن لا بأس إذا كان من حولي يتناولونها، طالما أنني امتنع عنها، لذا لا داعي للحكم على أي شخص بناء على خلفيتي أنا، فهذا أمر خطأ. لا يمكنك مهاجمة الناس بناء على معاييرك الخاصة لما هو صواب وما هو خطأ.
في إحدى الحلقات كنت تحاولين تعليم ابنك العادات الإماراتية القديمة، عبر إقناعه بالجلوس أرضا وتناول طعامه بيده.. وجد البعض أن هناك عادات أكثر قيمة من ذلك لابد من تمريرها له.. بماذا تردين عليهم؟
٭ هذه مجرد حلقة واحدة! لقد علمت ابني الكثير من الأشياء، حتى لو لم يشاهدها متابعو البرنامج. وفي النهاية يمكنني اختيار ما أعلمه لابني وما أعرضه في البرنامج، إذ أرى أن الثقافة أشبه بعلبة شوكولاتة أختار منها ما يعجبني وأترك ما لا يعجبني.
كيف وجدت فكرة أن يتم تصوير هذا الموسم في دبي باعتبارها رائدة في مجال السياحة والفن والموضة وجاذبة للاستثمار في المنطقة العربية؟
٭ لا يمكننا إنكار أهمية البرنامج وحضوره العالمي الواسع، وأن اختيار دبي لتصوير أحد مواسمه شأن عظيم نظرا لأن الملايين من الناس سيشاهدونه حول العالم، وهذا أمر رائع للسياحة في دبي ولكسر الصورة النمطية التي في إطارها يشاهد العالم الغربي العالم العربي. فالناس حول العالم يميلون إلى الاعتقاد بأن النساء هنا مكبوتات ومنتزعات الحقوق وحبيسات المنازل، وليس في أيديهن فعل أي شيء أو السعي لتحقيق أحلامهن، بينما الواقع عكس ذلك تماما، وهذا البرنامج سيفتح أعين العالم على الواقع.
هل سنرى عدة مواسم أسوة بالنسخة الأميركية؟
٭ The Real Housewives of Dubai برنامج ناجح جدا حتى الآن، فلنأمل في أن يكون هناك موسم آخر، لأنني أرى أنها كانت تجربة ممتعة، وأننا نحدث التغيير في العالم عندما نجعله يغير نظرته إلى العالم العربي.
برأيك ما دليل نجاح هذا النوع من الأعمال.. نسبة المشاهدات أم كثرة الجدل حوله؟
٭ كلتاهما! الدعاية السيئة والدعاية الجيدة، في نهاية المطاف كلها دعاية للبرنامج، لكن ثمة الكثير من الأمور التي ينبغي النظر فيها لتحديد مدى نجاح أي برنامج، وكل من نسبة المشاهدة وردود الفعل والتعليقات تساعد في إظهار مدى انجذاب الجمهور إلى البرنامج، وقد كانت الأرقام وردود الفعل إيجابية حتى الآن.