نحن مقبلون على عهد جديد وانتخابات نزيهة واختيار أفضل لنواب أكثر وطنية وأكثر حرصا على مصلحة الكويت والكويتيين، فقد دعا صاحب السمو في خطاب سابق نواب الشعب لأن يترفعوا على المصالح الشخصية، وأن يضعوا مصلحة الوطن والمواطنين نصب أعينهم، قال سموه: «لم يعد هناك متسع لهدر المزيد من الجهد في ترف الصراعات وتصفية الحسابات وافتعال الأزمات».
إنه يدعو إلى ضرورة الاهتمام بالمصالح الوطنية وإنجاز المشاريع التنموية التي يتطلع إليها المواطنون لمزيد من الإصلاحات وإنجاز احسن الخدمات للمواطنين.. لا بد أن يكرس نواب الشعب جل جهودهم وأوقاتهم لصالح الشعب وترجمة كلمات صاحب السمو الأمير الذي حرص سموه على التأكيد على مصالح الشعب، كما أشار سموه إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب من المجلس والحكومة التعاون البناء والتماسك والعمل بتجرد وموضوعية، كما نبه سمو الأمير لأن تكون الممارسات في قاعة عبدالله السالم مدرسة لأبنائنا وأجيالنا القادمة وقدوة صالحة.
إن إشارة سموه هذه تعتبر ذات دلالة على أن يكون المجلس المقبل نموذجا للممارسة الديموقراطية السليمة، لهذا يجب أن يحرص النواب القادمون على التحلي بالحوار الهادئ والتركيز على أهم قضايا المجتمع، وأن يتخلوا عن الجدال الذي لا يتحقق خلاله أي إنجاز للمصالح الوطنية، ولا بد من تجنب ممارسة الصوت العالي أثناء الحوار وأن نتعاون داخل المجلس ضمن تجمعات لتبني أفضل المشاريع التنموية وضرورة الالتزام بتحقيق المساواة والحرص على العدالة لأن هذا يأتي في صلب الديموقراطية التي ننشدها.
ونأمل أن تسود روح المحبة والتعاون في المجلس القادم واتباع الحوار الإيجابي المسؤول لأن مثل هذا الحوار يدفع إلى توحيد المواقف داخل قاعة عبدالله السالم ويجمع ويجنب الفرقة والانقسام ويحقق المصلحة الوطنية المشتركة.
وهنا يأتي دور المواطن في الانتخابات المقبلة في أن يسعى لانتخاب نواب وطنيين وأكثر حرصا على مصلحة الوطن والمواطنين وعدم الوقوع في شعارات بعض المرشحين التي يرفعونها أثناء الانتخابات وبعد أن يصلوا إلى قاعة عبدالله السالم ينسون تلك الشعارات ويكرسون جهدهم ووقتهم لإنجاز مصالحهم الشخصية ومصالح ناخبيهم، ولذلك ننبه بضرورة انتخاب المرشحين الذين نشعر منهم الصدق وصفاء النفس، دعونا نساهم مع القيادة السياسية العليا في انتخاب عناصر وطنية يغارون على مصلحة الكويت والكويتيين.
من أقوال سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله: «إنجاز برنامج الإصلاح الشامل يتطلب وعيا مسؤولا وتعاونا فعالا بين مجلس الأمة والحكومة وحزما في تطبيق القانون».
والله الموفق.