تجهز جيش من جيوش العدوان لغزو إحدى المدن، فلما صار على مقربة منها، لقِيَ الجندُ رجُلاً من أهلها ومعه أبنه، فساقوه إلى القائد، ليعرف منه بعض أخبار المدينة، فسأله القائد: أي الطرق أقرب إلى المدينة؟
قال الرجل: ليس لك أن تسألني، وليس لي أن أُجيب، قال القائد: أخبرني وإلا قتلتك.
فسكت الرجل يفكر، ويسأل نفسه: كيف أُساعد العدو على دخول بلدي؟ يالها من خيانة: الموت أحبُ إلي.. وطال سكوتُ الرجل، فعاد القائد يقول له في غضب: أخبرني وإلا قتلتك:
قال الرجل: سأُخبرك..
ثم نظر إلى ولدهِ نظرة، ودنا من القائد، وهمس في أذنهِ: أخشى لو أخبرتك الآن، أن يشهد عليَّ ولدي، فيقتلني أهلُ المدينةَ لخيانتي. عجب القائد وقال: وماذا تريدني أن أفعل؟ أجاب الرجل: اقتُلهُ حتى لا يشهد عليَّ فأمر القائد بقتل الولد، ثم عاد يقول للرجل: أخبرني فلا شاهد عليك الآن.
فأجاب الرجل: هيهات: لن أُخبرك.. يشهد عليَّ ربي، ولن أخون بلدي.
قال القائد مندهشاً: فلم تركتني أقتل ولدك إذن؟ قال الرجل بهدوء: خشيتُ أن تقتلني قبل ولدي، فيضعف ويُخبرك، أما الآن وقد قتلته فلستُ أخشى شيئاً، اقتلني إن شئت، فذاك أهون عليَّ من خيانة بلدي.
وضحى الرجل بنفسه وولده في سبيل بلده. وبمناسبة مقال حب الوطن نستذكر شهداء الكويت الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الغالي الكويت، نسأل الله سبحانه وتعالى لهم المغفرة والرحمة والفردوس الأعلى، اللهم آمين.
حب الوطن ليس مجرد نظم شعر أو كتابة مقال أو إلقاء خطب رنانة، حب الوطن قول وفعل.
لذا يجب على كل من يحب وطنه الكويت أن يترجم كلامه الى واقع حي ملموس.
فمثلاً الذي يحب الكويت بصدق عليه أن يُحسن اختيار مرشحه لمجلس الأمة على أساس كفاءته وأمانته وتقواه وورعه، لا على أساس قبليته أو طائفته أو عائلته أو حزبه!
إذا تحب الكويت طبق شعار من حبنا لها بنوفر لها في الماء والكهرباء.
إذا تحب الكويت لا تسرق المال العام.
إذا تحب الكويت لا تتعامل بالرشوة.
إذا تحب الكويت لا تُتاجر بالإقامات.
إذا تحب الكويت أخلص في عملك ولا تُقصر فيه.
إذا تحب الكويت لا تنشر الإشاعات.
إذا تحب الكويت كن سائقاً مثاليا واحترم قانون المرور.
إذا تحب الكويت حافظ على نظافتها، ولا ترمي أعقاب السجائر والأوراق والكلينكس في الشارع.
إذا تحب الكويت كن قدوة صالحة في بيتك، وعملك، وفي الأماكن العامة.
إذا تحب الكويت ليكن شعارك: «الله، الوطن، الأمير».
٭ اقرأ واتعظ: من الخطاب السامي لأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، والذي ألقاه نيابة عنه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه:
«الحرص كل الحرص على اختيار القوي الأمين المؤمن بربه ثم وطنه، والذي يضع مصلحة الكويت وشعبها فوق كل اعتبار».