«اجعل وقتك وجهدك لك.. واتعب على شيء يكون لمصلحتك».. هذه المقولة هي ما دفعت بندر بورسلي مدير قطاع الاستثمار في CAF Coffee «كاف كوفي» للتخلي عن الراتب المضمون، وترك وظيفته في إحدى شركات الاستثمار المرموقة، ليبدأ رحلته وينضم إلى كتيبة رواد الأعمال المرموقين.
من أين بدأت فكرة مشروع «كاف كوفي»؟ وما أهم محطات النجاح؟ وكيف توسعت العلامة التجارية لتغطي دول مجلس التعاون وتتأهب لدخول السوق الأوروبية؟ وكيف تعاملت مع تداعيات أزمة «كورونا»؟ وما المعوقات وعوامل النجاح؟
للإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر، وللوقوف على التفاصيل، حل بندر بورسلي مدير قطاع الاستثمار في «كاف كوفي»، ضيفا على بودكاست «Let’s Talk Business»، الذي يقدمه نائب مدير عام وحدة البحوث الاقتصادية في بنك الخليج طارق الصالح.
بداية المشروع
انطلق مشروع «كاف كوفي» في أواخر 2016 ليحقق نجاحات كبيرة خلال سنوات معدودة، ولاقى قبولا واسعا في السوق الكويتي، ما جعله يسهم في تغيير مفهوم حق الامتياز «الفرنشايز» لتصبح الكويت مصدرة للعلامات التجارية وليست مستوردة فقط.
يقول بورسلي «في هذا الوقت شهد عالم القهوة تغييرات كبيرة، وتحول مزاج الناس وذوقهم للتركيز أكثر على القهوة، من حيث النوع وطريقة العصر وكيفية إعدادها، وظهرت أفكار كثيرة في مقدمتها شركة Blue Bottle العالمية، والتي حققت ثورة في عالم القهوة حينذاك، ما ساهم في انتقال مفهوم القهاوي المتخصصة من الغرب على الكويت.
قهوة كويتية
وأضاف: من هنا بادر المؤسسون بفكرة امتلاك واختراع قهوة خاصة وجاءت البداية من خلال مجموعة من شباب المبادرين الذين نهضوا لتأسيس قهوة تنطلق من الكويت، في مسعى لكسر مفهوم الـ «فرنشايز»، في ذلك الوقت لم تكن الثقة كبيرة في إمكانية إنتاج قهوة كويتية تصبح علامة تجارية معروفة يتم تصدير علامتها التجارية إلى الخارج بدلا من استيرادها.
وتابع: بصراحة أبهرني هذا التوجه وحرصت أن أكون جزءا من هذا التغيير، لذلك قررت الالتحاق بهم، لنبدأ معا حلما انطلق من برج كريستال في منطقة شرق، بعد تأسيس أول فرع، ومن هنا بدأت رحلة «كاف كوفي» الكويتية وصولا إلى العالمية.
مفتاح النجاح
وأشار إلى أن مفتاح النجاح هو فهم فريق العمل للسوق كوننا من رحم هذا السوق، ونفهم ذوقه العام، ما سهل علينا سرعة اتخاذ القرار لمواكبة هذا الذوق، علاوة على ذلك لم تبن «كاف» لتكون «بيزنس» جديدا فقط، بل لتكون عائلة كبيرة تجتمع على القهوة لمناقشة موضوعاتنا واهتماماتنا، وبالتالي كانت القهوة هي من تجمعنا.
وقال: قرب فريق العمل من المجتمع واستماعنا لأفكارهم هما سر إبداعنا، ما ساعدنا في خلق منتجات تلقى قبولا، على سبيل المثال، رصدنا نوع الآيس الكريم المفضل في المجتمع وأضفناه إلى قهوتنا، لنخرج بمنتج جديد ينال إعجابهم.
وعن رأيه في الجمع بين الوظيفة والبيزنس، قال بورسلي: أرى أن الجمع يجعل من الصعب النجاح، إيمانك بفكرتك ومشروعك يسهل عليك القرار الصعب، بالتخلي عن الوظيفة ومميزاتها، في المقابل، فإن وجود الوظيفة يجعل من السهل عليك التخلي عن هدفك ويدفعك للاستسلام لأول تحد تراه صعبا. لهذا إذا كنت مؤمنا بفكرة ووضعت القواعد الأساسية للنجاح عليك التخلي عن الوظيفة فورا.
رأس المال
أشار بورسلي إلى أن مرحلة التأسيس غالبا ما تكون صعبة، فإذا تمكنت من عبور تلك المرحلة فقد تجاوزت المرحلة الصعبة، مبينا أن المؤسسين جمعوا رأس المال من مدخراتهم مع القروض، وكان التحدي بعد ذلك هو كيفية استرجاع تلك المبالغ وتعويض راتب الوظيفة التي تخليت عنها.
وقال: خطتنا من البداية تستهدف الانتشار والتوسع بالعلامة التجارية في دول الخليج، ونجحنا في السنة الأولى من تحقيق هذا الهدف، اذ بعد بدايتنا الناجحة في الكويت، سبقنا الصيت إلى باقي دول المنطقة، فكانت بداية التوسع في قطر ومن ثم في السعودية بفارق 9 شهور بين السوقين ومن ثم البحرين والإمارات ومن بعدهما سلطنة عمان.
وأضاف: اليوم لدينا أكثر من 40 فرعا في المنطقة، لنصبح أكبر سلسلة «فرنشايز» كويتية بالمنطقة، منها 30 فرعا في الكويت، وكذلك دخلنا السوق المصري بما يمتلكه من قدرات كبيرة، ونعتزم تدشين أول فرع لنا في أوروبا قبل نهاية العام الحالي وبداية العام الجديد.
وأشار إلى أن «كاف كوفي» تختار وكلاءها في الخارج بعناية، وفقا لمعايير محددة منها إيمانه بالعلامة التجارية وفهمه لطريقة عملنا ومدى فهمه للسوق، إلى جانب تمتعه بالملاءة المالية التي تتلاءم مع خطة عملنا للخمس سنوات المقبلة.
«كورونا»
وعن تداعيات كورونا، قال بورسلي «كورونا شكلت تحديا كبيرا بالنسبة للنشاط، ولأنها أزمة جديدة الجميع تعامل معها بطريقته الخاصة، بالنسبة لنا في ليلة وضحاها وصلت مبيعات بعض الفروع إلى صفر، ونحمد الله على فريق «كاف» الذي ظهر معدنه الأصيل في الشده، علما أنه لدينا أكثر من 300 موظف داخل وخارج الكويت.
وأشار إلى أن استقطاب الكويتيين للعمل الحر لم يعد صعبا بعد أن زادت قناعاتهم بأن بيئة العمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحد يستحق، مبينا أن الجيل الجديد من الشباب لديه إمكانات ومهارات خيالية واستقطابها بات أكثر سهولة لقربهم من التكنولوجيا.
واختتم بورسلي الحوار بالقول «إذا فهمت منتجك بشكل صحيح، وعلمت قدراتك التنافسية، ورتبت آلية إنتاج هذا المنتج، وضمنت قدرته على المنافسة في السوق المحلي، واشتغلت على العلامة التجارية بشكل صحيح من ناحية التسويق وتوصيلها للزبون ستنتشر وسيزداد الطلب عليه».