سنوات طوال ومجتمعنا الصغير يعانى من آفة المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها التي تجلب من الخارج عن طريق تهريبها للبلاد بمختلف الأساليب سواء عن طريق البر او البحر او الجو، فمهما اجتهد رجال الجمارك والداخلية في التفتيش والمتابعة والتدقيق والقبض على المهربين إلا أن هذه السموم تدخل البلاد وتنتشر بشكل سريع، والجميع يعرف أنها تأتي من دول قريبة بعدما عجزت الأنظمة الخبيثة عن أن تخترق الصفوف والوحدة الوطنية والتماسك بين الشعب وقيادته، مما جعلهم يتجهون إلى محاولة إغراق وطننا بالمخدرات والمسكرات ليدمروا شبابنا.
وقد سمعنا عن حوادث وقصص كثيرة لتفشي المخدرات بين طلبة المدارس، ووقعت جرائم بالفعل، في حين أن السجون يوجد فيها الكثير من الشباب الذين تم استغلالهم واستخدامهم في نشر هذه السموم بين أبناء وطنهم، والمستشفيات المختصة بالإدمان يوجد بها من يتم معالجته من هذه الآفة، وهناك الكثير من الأسر تعاني من وجود أبناء مدمنين فيها، ولا يستطيعون فعل شيء خوفا من الفضيحة أو تحسبا من دخول أبنائهم للسجون!
الأساليب القديمة في متابعة المجرمين والمهربين لم تعد نافعة، فالعالم من حولنا يتقدم ووسائل التكنولوجيا الحديثة ساعدت كثيرا في عملية تتبع الجريمة ومرتكبيها وقد سعدنا جميعا بالأخبار التي سمعناها في الأيام الماضية حول عملية القبض على ستين تاجر مخدرات في أسبوع واحد فقط، ولاشك أن هذا رقم كبير وفي مدة بسيطة وهذا يدل على وجود أعداد كبيرة من المجرمين التابعين لهذه التنظيمات الخطرة ولاشك أنها ضربة موجعة لهم.
ونحن بدورنا نشيد برجال الداخلية والجهود التي يقومون بها، وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ طلال الخالد، هذا الرجل الميداني الذي لا يعترف بالجلوس خلف المكاتب وإنما ينزل للشارع بنفسه ويتابع ويوجه ويحذر ويطالب، وهذا أسلوبه ورأينا ذلك خلال توليه منصب محافظ العاصمة.
نسأل الله أن يوفقه ونتمنى أن يستمر في وزارة الداخلية ليكمل ما قام به في فترة وجيزة رغم أنها لا تتجاوز شهورا إلا أنها تعادل سنوات في الإنجاز.
وهنا نلفت جميع الجهات إلى أنه لابد أن يكون العمل جماعيا لا يقتصر على جهة واحدة بل يشارك فيه الإعلام والصحافة والنقابات والتربية والجامعة والمجتمع المدني بأكمله حتى نتمكن من عمل سد منيع أمام هؤلاء الفاسدين والمخربين والحاقدين ونحمي بلادنا وشبابنا من هذه الآفة المدمرة. حفظ الله وطننا الكويت من كل مكروه.
[email protected]