بحكم مهنتي، وكثرة الأسفار، قدت سيارات في جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست، وفي أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وفي كل هذه الدول كنت أعرف واجباتي كقائد سيارة وحقوق الطريق وقواعده وقوانينه، إلا في «بلدي» مصر المحروسة!!
لن أمارس «جلد الذات» فجميعاً نعرف كيف تكون القيادة في شوارع القاهرة، وتكون «النصيحة» اترك سيارتك سليمة واستخدم «أوبر»،.. حقيقة مصر خير دعاية لأوبر وكريم وبقية التطبيقات، ولكن لماذا؟ ومتى يجب أن تنتهي حالة فوضى الشوارع في مصر؟ وكيف نصلح ما أفسده التسيب لسنوات طويلة؟
أعتقد أن مجهوداً حقيقياً تم بذله لتطوير شبكة الطرق لكن لم يواكبه مجهود مماثل لتطبيق القانون وتطوير سلوك «أغلب» السائقين.
أعتقد جازماً أن المسألة ليست فقط أن «من أمن العقوبة أساء الأدب»، عادة أكره هذا المثل، وأربأ أن أطبقه على البشر، ولكن هناك أيضا «الفهلوه»، وأيضا الجهل بأبسط قواعد القيادة وواجباتها، وإلا كيف تفسر ما يلي:
٭ كوبري 6 أكتوبر فيه جزء كبير منه محدد بحارتين فقط، لكن الواقع اليومي إنشاء السائقين لحارة ثالثة افتراضية بين الحارتين وحشر سياراتهم فيها تحت أعين رجال المرور، بالمخالفة لكل قواعد المنطق.
٭ الأولوية في «الصينية» للقادم من خارجها، وعلى السيارات الموجودة داخلها التوقف وانتظار دخول القادم.. عكس كل قواعد المرور.. في «كل» الدول التي تستخدم هذا النظام!
٭ «تثبيت» الخطوط الأرضية وسط السيارة وبالتالي حجز حارتين لسيارة سيادة السائق، سواء داخل المدن أو على الطرق السريعة، وهناك من يعتقد (فعلاً) أن ذلك هو الهدف من الخطوط!!
٭ يحدث فقط في مصر.. أن تكون القيادة في الشوارع الواسعة والمستقيمة بـ «الورب»!! تجد السيارات المجاورة تتحرك «مائلة» في تناغم غريب متنقلة من اليمين إلى اليسار.. وبالعكس، ضاربة بكل حارات الطريق عرض الحائط، وعلى سيادتك أن «تتناغم» مع القطيع وتنتقل من حارة لأخرى ببطء.. وسلاسة وميل خفيف.. وإياك واستعمال «الإشارات»، فهي أولا بلا قيمة.. وثانياً تكشف نواياك للسائقين الأعداء!!
٭ تمرق بجوارك على الطريق الواسع سيارة زجاجها «أسود» قاتم، ودون لوحات على الإطلاق، وتزينها علامات غريبة وفجأة تجد «كمين» شرطة، وهذه السيارة تعبره بكل سلاسة تقترب حضرتك من خلفها.. وتسأل الضابط: كيف مرت السيارة من أمامك؟ فيجيبك بابتسامة غامضة.. قائلا: «جهة سيادية»؟!
وغير ذلك الكثير.. والحل؟..
يا سيدي الغريب، إن وزير الداخلية «الأسطورة» الراحل أحمد رشدي قضى على أغلب هذه الظواهر «في يوم وليلة» بتطبيق القانون «على الجميع» بحزم وشدة، فهل لنا بمن يقتفي خطاه؟.. وتسانده حملة إعلامية موسعة تعالج «الأمراض المزمنة» للشارع المصري حتى يستعيد احترامه.. ويستحق قادة سيارته السير فوق أسفلت طرقه الجديدة.. والقديمة؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]