ودعنا العرس الانتخابي قبل أيام، وبعدما خرج الآلاف من المواطنين يلبون نداء الوطن ويدلون بأصواتهم بكل نزاهة وشفافية، ولم يدخر قبلها المرشحون جهدا من أجل إقناع الناخبين بهم فقدموا برامجهم الانتخابية، وأقاموا اللقاءات وكثفوا من سبل تواصلهم مع المواطنين في جميع برامج التواصل الاجتماعي وقدموا الوعود بالإصلاح والتعهد بتقديم الأفضل للكويت وشعبها، ولكن بعد فوز البعض من المرشحين وخروج البعض الأخر كيف سيكون الآمر؟
برامج انتخابية شتى قدمها النواب الحاليون محتواها كان يستعرض العديد من القطاعات من بينها التعليم والصحة والتنمية هذا إلى جانب وضع مقترحات للتعامل ولعلاج جميع المعوقات والمشكلات بكل قطاع على حدا، وبحسب ما أدلو به خلال فترة الانتخابية إنهم استعانوا بفريق عملهم لوضع منظور للبرنامج الانتخابي وما يحتويه.
ولا يخفى عليكم أن البعض قدموا برامج انتخابية قوية، لكن هل سيكون لتلك البرامج وجود فعلي على أرض الواقع، وهل سيفي النواب الجدد بوعودهم، ويعملون على الوصول إلى تنسيق مع الحكومة للعمل على تنفيذها، خاصة أن الفترة المقبلة ستضمن تحديات كبرى وتتطلب من الجميع إعلان حالة التأهب لها.
أضمن للنواب الجدد فرصة ذهبية تتمثل في مدى قوة التعاون مع الحكومة ففي ظل قيادة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، تعمل جميع أجهزة الدولة على المضي قدما إلى التطوير، وبالتالي فإن التعاون مع مجلس الأمة سيكون مثمرا للغاية، وذلك في حالة تجنب تكرار أخطاء الماضي.
وليعلم النواب الجدد أنهم سيكونون متابعين ومراقبين جيدا من جانب المواطنين، وسيتم متابعة تنفيذ جميع ما أدرج في برامجهم الانتخابية، وأن الحساب سينتظر المقصرين، بينما الدعم والتشجيع سيكونان من نصيب النواب الذين صدقوا بما وعدو به، ومضوا على طريق «تحقيق الوعود» وليؤكدوا للشعب أجمع أن برامجهم لم تكن تحمل أحلاما وهمية تنتهي بانتهاء الانتخابات.
ننتظر من الجميع سواء المجلس أو الحكومة العمل على إحداث حالة من التوافق والتناغم التنظيمي، وإعداد دراسات سريعة للمشكلات ووضع حلول لها، وكذلك إيجاد إستراتيجيات متعددة للتعامل سواء على المستوى المحلي أو الدولي بالشكل الذي يعود بالنفع على الكويت، وألا يسعى البعض من النواب إلى جذب المجلس نحو توجهاتهم السياسية وأن يكون النقاش والاعتدال السياسي متنوع الأفكار هو الطريق نحو اتخاذ القرارات الإصلاحية.
وبالأخير حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
* «رسالة»: قدمت الحكومة استقالتها وقريبا سنستقبل أخرى، لكن يبقى السؤال المهم: هل سيكون التشكيل الجديد مرضيا للشعب وقادرا على حل الأزمات؟!
[email protected]