أسامة دياب
أكد السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو اغيلار أن إسبانيا واحدة من أقدم الدول القومية في العالم، مع أكثر من خمسة قرون من الوجود المشترك المثمر الطويل الأمد، بين جميع الشعوب والمناطق التي تثري بلدنا وثقافتنا.
وفي كلمته خلال الاحتفال بذكرى العيد الوطني الإسباني بحضور نائب وزير الخارجية مجدي الظفيري، قال السفير اغيلار: نحن نحتفل أيضا بذكرى روابطنا التاريخية العميقة مع البلدان الأميركية -الإسبانية، وهي مجموعة غنية ثقافيا ونابضة بالحياة من الدول على جانبي المحيط الأطلسي، لافتا إلى أن إسبانيا كانت رائدة في العولمة، والتي بدأت في القرن السادس عشر نتيجة لإسقاطها على مناطق مختلفة من العالم.
وأضاف: هذا العام بالتحديد، نحتفل بمرور 500 عام على أول طواف عالمي موثق، وهي مغامرة مذهلة بدأت في جنوب إسبانيا، في 20 سبتمبر 1519، واستمرت لمدة 3 سنوات، وقد كانت رحلة محفوفة بالمخاطر ومغامرة، عبر المياه غير المقيدة آنذاك، ومنذ ذلك الحين، أصبحت جميع القارات ولأول مرة متصلة، مما أتاح لنا الفرصة للتفكير في المصطلحات الكوكبية العالمية، حيث عملت إسبانيا كجسر مستمر لمزيد من المعلومات، على مدى أكثر من ثلاثمائة عام بين أوروبا وأميركا وآسيا.
من جهة أخرى، ذكر اغيلار أن العدوان الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا وضع البشرية بأسرها على المحك، مما أدى إلى مستوى غير مسبوق من الاضطرابات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن الإسبان يتمتعون بمنظور واضح للغاية في هذا الصدد، ومن بين أولئك الذين يعتقدون أنه لا يمكننا العودة إلى نموذج ما قبل الأمم المتحدة العالمي، والذي يتجاهل كل التقدم المهم الذي حققه الكثيرون بجهد كبير ومعاناة. وأضاف: نحن ندافع بحزم عن احترام النظام القائم على القواعد، حيث يسود القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة على «قانون الغابة»، الذي يجب أن نعترض جميعا على عودته غير المقبولة. وقال إن الكويت، البلد الذي خرج من غزو 1990 الصادم، أصبح أحد أقوى المدافعين عن القانون الدولي والقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. وتابع: نحن نتمتع بالفعل بتعاون ممتاز مع الكويت في المنتديات الدولية، والذي يقوم بالتأكيد على تلك القيم المشتركة العزيزة، وهو تعاون، في الواقع، سيزداد في السنوات القادمة. وذكر ان الزيارات التي قام بها وزيرا خارجيتنا في أبريل ومايو 2021 على التوالي، أو المشاورات السياسية على مستوى نائب الوزير في يونيو الماضي في مدريد، ليست سوى بعض من السمات الديبلوماسية الأحدث، وسنعقد قريبا في مدريد أيضا لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين ستسهل بالتأكيد التقدم في هذا المجال. وأشار إلى إعادة الربط الجوي الأخيرة للعاصمتين، بعد ما يقرب من أربعين عاما، بفضل الخطوط الجوية الكويتية واتفاقها مع الخطوط الجوية الإسبانية، لافتا إلى أن بلاده ستعمل، بصفتها مركزا دوليا وجسرا استراتيجيا لأميركا اللاتينية، على تسهيل حصول أصدقائنا الكويتيين على عدد كبير من الاتصالات والفرص الجديدة للأعمال التي سيتم استكشافها وجعلها فعالة من الآن فصاعدا.
وتابع أن الكويت بدورها، بمطارها العالمي الجديد الرائع قيد الإنشاء حاليا، ستقدم أيضا العديد من الخيارات للمسافرين من إسبانيا وأميركا اللاتينية للسفر إلى آسيا أو إفريقيا أو الشرق الأوسط.