لا شك أن الفتن هي آفة اجتماعية خطيرة تنخر في جسم الأمم والشعوب، وتفرق الجماعات، وتمزق الدول إلى دويلات صغيرة، فالفتن أداة شيطانية تتغذى على التعصب وتنثر بذور الكراهية وتكرس الحقد والأنانية، فكثيرا ما فرقت الجماعات إلى أحزاب وأشاعت روح الكراهية وأفشت الأنانية وقد حذرنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المدججين بسلاح الفتنة البغيضة، وأحاديث الكذب ونشر التآمر وقد طلب منا رسولنا الكريم أن نأخذ حذرنا منهم قائلا صلى الله عليه وسلم «يكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم فلا يضلونكم ولا يفتنونكم».
لذلك لابد لنا أن نأخذ الحيطة والحذر من هؤلاء الذين جل همهم التغلغل في جسد المجتمع لقطع أوصاله، فشياطين الفتن تكثر في المجتمعات غير الحضارية والجاهلة والبعيدة عن الوازع الديني، ونحن إذا أرادنا أن ننتصر على مثل هذه الفتن لابد لنا أن نتمسك بمنهج قرآننا الكريم وتعاليمه وهذا بحد ذاته واجب على كل غيور على الإسلام ومحب ومخلص لدينه ووطنه، وحتى نقاوم هذا التيار الخطير فلابد لنا من توحيد صفوفنا صفا واحدا ونقاوم الفتن ونقوي إيماننا ونقضي على الدهماء من مروجي هذه الفتن البغيضة.
ولقد حذرنا الله جل جلاله من هذه الآفة الخطيرة، حيث قال جل جلاله في كتابه الكريم: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) «الأنفال: 25».
كما حذرنا رسولنا الكريم بقوله: «ويل للعرب من شر قد اقترب، قالوا يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون قال: نعم إذا كثر الخبث».
وفي هذا الزمن الرديء كثر الخبث وامتدت جذوره في أعماق الأرض وظهر الشيطان وأعوانه يلوحون بأنهم سينخرون أجساد الأمة وينشرون حقد الفتن والقلاقل حتى تتمزق هذه الحزم القوية المترابطة، ولكن يخسأ هؤلاء الشياطين فلن يستطيعوا تفكيك إيمان أمة الإسلام التي توحدت على طاعة الله وسُنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومهما أشعلوا نار الفتن والمؤامرات المدمرة فلن يثني أحد من عباد الله الصالحين عن التمسك والتلاحم والتكاتف والسير في طريق النور والهداية.
وننصح إخوتنا في وطننا الحبيب بأن يجتنبوا الفتن التي يحاول أعداؤنا غرسها وتسويقها في وطننا، فتماسكوا يا أبناء وطني حقا يدا واحدة وقلبا واحدا. والله الموفق هو القادر على حمايتنا من هؤلاء الشياطين.