بيروت - منصور شعبان
قال البطريرك الماروني بشارة الراعي: «كلما وصلنا إلى استحقاق رئاسة الجمهورية يبدأ اختراع البدع للتحكم بمسار انتخاب الرئيس، علما أن الدستور واضح».
وأضاف في عظة الأحد من بكركي: «يتكلمون عن رئيس توافقي والفكرة مرحب بها شرط ألا يكونون يريدون من الحق باطلا، فالرئيس التوافقي هو رئيس صاحب قرارات سيادية لا يساوم عليها، والرئيس التوافقي هو الذي يحترم الدستور ويطبقه وليس رئيسا ضعيفا يدير الأزمة ويبتعد عن فتح الملفات الشائكة».
وتابع أن «الرئيس الذي نريده هو رئيس على مقياس لبنان واللبنانيين يقضي على مسارات تغيير هوية لبنان».
ورأى الراعي: «أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب الرئيس في 5 جلسات هزلية وتفشيل كل الحوارات حتى مؤتمر إعلان بعبدا، لا نجد حلا إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان».
كلام الراعي رد عليه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، قائلا: «لأن أزمة البلد معقدة جدا والعامل الدولي والمحلي مختلطان بشدة والشلل الداخلي بلغ الذروة أقول: من يصنع التاريخ أو يضيعه الكتل النيابية وليس أي كيان آخر، ولبنان الآن رهين الخيارات السياسية للكتل النيابية، والبلد طوائف ومذاهب والشراكة الوطنية والحسم النيابي ضرورة إنقاذية للبنان وتطويب لبنان للخارج ممنوع، والمؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية، وتجريب المطابخ الدولية مرة أخرى نحر للبنان، والحرب الأهلية مثال قريب على اللعبة الدولية، لذلك الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصرا لا بأي مؤتمر دولي، والتخلي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية، والرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيسا توافقيا لكل اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولا، وميزان الرئيس الوطني يكمن بقدرته على أخذ قرارات سيادية بالإنقاذ السياسي والنقدي والنفطي والكهربائي والوطني بعيدا عن بصمات الحصار الأميركي وسوق البيع والشراء».
بدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في قداس الأحد، من كاتدرائية القديس جاورجيوس، في وسط بيروت: «في ظل الشغور في كرسي رئاسة الدولة، لا تسهم الخفة السياسية والمصالح الضيقة في إنقاذ السفينة من الغرق المحتم. إن جلسة تعقد مرة في الأسبوع ولا توحي بالجدية، ثم ينصرف النواب وكأنهم أتموا واجباتهم، تشعرنا وكأنهم يستخفون بعقولنا وبمسؤوليتهم.
ماذا يمنعهم من عقد جلسة مفتوحة يتوالى فيها الاقتراع تلو الاقتراع، حتى انتخاب رئيس؟ أليس هذا ما يجب أن يحصل؟ إلا إذا كان التعطيل مقصودا والمماطلة أمر واقع يفرضونه بانتظار غاية نجهلها، وهذا يسيء إلى سمعتهم، ومكانتهم، ومكانة لبنان».