بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ امس زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية تستمر ثلاثة أيام، تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتعزيزا للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع البلدين، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس الصيني لدى وصوله لمطار الملك خالد الدولي أمس، في أول زيارة له للمملكة منذ عام 2016، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية.
وستعقد خلال الزيارة قمة سعودية ـ صينية برئاسة خادم الحرمين والرئيس شي، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وقد أعرب الرئيس الصيني عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية مرة أخرى بعد 6 سنوات، وحضور القمة الصينية ـ العربية الأولى، والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال، في كلمة لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي بالرياض، «يطيب لي بهذه المناسبة أن أتقدم نيابة عن الصين حكومة وشعبا، بأخلص التحيات وأطيب التمنيات للمملكة الصديقة حكومة وشعبا».
وأضاف «تربط الصين والمملكة علاقة وثيقة من الصداقة والشراكة والأخوة، على مدى الـ 32 سنة التي مضت على إقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما، وظل الجانبان يتبادلان الفهم والدعم، وتترسخ الثقة الإستراتيجية المتبادلة بينهما بشكل مستمر، وحقق التعاون العملي بينهما نتائج مثمرة في المجالات كافة، ويحافظ الجانبان على التواصل والتنسيق الوثيقين في الشؤون الدولية والإقليمية».
وتابع «تجدر الإشارة بشكل خاص إلى أنه بعد إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2016 أقود أنا وخادم الحرمين الشريفين العلاقات الثنائية لتحقيق تطور كبير، الأمر الذي عاد بالخير على الشعبين، وأسهم بقوة في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار والتنمية في المنطقة».
ولفت إلى أنه سيبحث خلال الزيارة مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على نحو معمّق العلاقات الثنائية والقضايا الدوليــة والإقليميــة ذات الاهتمام المشترك، والعمل معا على تخطيط تطور العلاقات الصينية السعودية، متطلعا للعمل مع قادة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي على الارتقاء بالعلاقات الصينية ـ العربية والعلاقات الصينية ـ الخليجية إلى مستوى جديد.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إن الصين تحتل المركز الأول كشريك تجاري للمملكة، والمركز الأول كوجهة للصادرات والواردات السعودية منذ عام 2018، وان «العلاقات الاقتصادية مع الصين تسير بخطوات متسارعة».
وأكد أن استضافة الرياض للقمم «السعودية ـ الصينية» و«الخليجية ـ الصينية» و«العربية ـ الصينية» تؤكد العزم على تعزيز العلاقات مع الصين. وتشهد زيارة الرئيس شي جين بينغ توقيع أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 110 مليارات ريال، أي ما يعادل نحو 29 مليار دولار، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين «رؤية المملكة 2030»، ومبادرة الحزام والطريق، كما سيعلن عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.
وسيتضمن برنامج الزيارة أيضا حضور رئيس الصين «قمة الرياض الخليجية ـ الصينية للتعاون والتنمية»، و«قمة الرياض العربية ـ الصينية للتعاون والتنمية»، وذلك بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وذلك «انطلاقا من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية» مع الصين، وفقا لوكالة «واس». وسيتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في جميع المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن القمة الخليجية ـ الصينية ستعقد غدا، فيما أكد الأمين العام للمجلس د.نايف الحجرف، في بيان، على أهمية العلاقات الخليجية ـ الصينية، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون.
من جهتها، قالت الخارجية الصينية في بيان إن برنامج هذه الزيارة يمثل «أكبر نشاط ديبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية».
وأضافت الوزارة أن «زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية ستسمح بالارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة لمستوى جديد بين البلدين، وستكون القمة الصينية ـ العربية في الرياض نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية».
وفي إطار الترحيب بالرئيس شي، أقلعت أربع طائرات مقاتلة من سلاح الجو الملكي السعودي لمرافقة طائرته لدى دخولها المجال الجوي السعودي، ثم واكبتها ست طائرات أخرى أثناء تحليقها في أجواء العاصمة الرياض.
ومع وصول طائرة الرئيس الصيني إلى مطار الملك خالد الدولي تم إطلاق 21 طلقة ترحيبية.