مع صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من الأمم المتحدة، ارتفعت وتيرة الحديث عن حقوق المرضى والربط بينها في برامج الرعاية الصحية مثل سلامة المرضى والأخطاء الطبية، بل والقضايا الطبية دون مبررات من المسؤولية الطبية.
إن من حق المريض تلقي الرعاية الصحية حسب حاجته دون تمييز، ومن حقه التعرف على هوية الطبيب المعالج والممرضين والقائمين على رعايته بتسمياتهم الوظيفية وبأسمائهم، فقد تعلمنا في كلية الطب أنه عندما يقابل الطبيب المريض لأول مرة فلابد أن يعرّف نفسه للمريض قبل أن يبدأ بالتشخيص والعلاج، ولابد من ارتسام الابتسامة على الوجه، حيث إن المعاملة الطيبة للمريض من قبل الطاقم الطبي تسهم في علاج أي مرض.
وكذلك، فإن من حق المريض الحصول على أدويته المناسبة له ومعرفة طريقة استخدام كل دواء ووقت استخدامه، ويجب على الطبيب والصيدلي أن يشرح للمريض مضاعفات الأدوية الجانبية ليطمئن عند استخدامها، إن حدثت له، ويعرف أن سببها الدواء ومعرفة متى يجب إيقاف هذا الدواء.
ومن حق المريض أن يتم إبلاغه بتشخيص مرضه بوضوح وخطة العلاج مع استخدام مفردات ومصطلحات واضحة ومفهومة وبلغته والإجابة عن كل الأسئلة بهذا الخصوص مع توفير خدمات الترجمة عند الحاجة إليها.
ولابد من شرح كل الفحوصات التي سيتم إجراؤها للمريض والحفاظ على خصوصيته، إذ إنه من حقه رفض التحدث أو مقابلة من ليست له علاقة بالرعاية الصحية، وكذلك يجب الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات الطبية والاجتماعية، وألا يطلع عليها إلا من له علاقة مباشرة بالعلاج أو من أجل المراجعة الطبية وتحسين الأداء.
ويتطلب الإفصاح عن أي معلومات خاصة بالمريض أو تصويره الموافقة الخطية منه وحسب الإجراءات القانونية التي تتبع في المؤسسة الصحية، وكذلك من حق المريض الموافقة أو رفض المشاركة في البحوث الطبية التي من الممكن أن تؤثر على رعايته الصحية والتي تجرى في المؤسسة الصحية التي يتم علاجه فيها.
والمريض يجب عليه أن يقدم كل المعلومات الخاصة بحالته الصحية بما فيها الأدوية التي يستخدمها والأمراض التي سبق أن تم علاجها وحالات الحساسية والدخول للمستشفى ليتم تشخيصه وعلاجه بالطريقة الصحيحة، حيث إن إخفاء بعض المعلومات قد يؤثر على كفاءة العلاج.
ولابد من الاحترام المتبادل بين الطاقم الطبي والمريض وعدم التعدي من أي جانب واتباع الإرشادات والأنظمة الخاصة بالمركز الطبي والتعاون المتبادل، لأن أي مؤسسة طبية لها قوانين وقرارات يجب اتباعها واحترامها من الجميع.
وفي الحقيقة، إن كل شخص منا ممكن أن يكون مكان المريض يوما ما، ولذلك يجب على الجميع مراعاة حالة أي مريض وإعطائه حقوقه كاملة، فالحياة تكون جميلة بالصحة والعافية.. أدام الله على الجميع التنعم بالصحة والرفاهية.