خيانة للأمانة
بالنسبة لنا كمدرسين، هل يجوز أن نرفع درجة طالب وهو في الحقيقة لا يستحق هذه الدرجة؟ وبصراحة هذا يحدث بيننا عندما نصحح الامتحانات، وأنا في الواقع أعمل ذلك.
٭ المعلم سواء كان في مدرسته او جامعته او اي مجال تربوي آخر هو أمين على وظيفته مثله مثل القاضي أمين على إقامة الحق والعدل، فلا يجوز له ولا يحل له أن يعطي طالبا لا يستحق درجة معينة ويرفع درجاته دون مبرر من مراجعته لورقته ومعرفته بكفاءته وقدراته، كما لا يحل له أن ينقص من درجات طالب استحق الدرجة العليا، فهذه قدرات وكفاءات، والامتحان مقصود منه تصفية الضعيف من القوي، والراسب من الناجح، والمتفوق من غيره، وإلا ما فائدة الامتحان، فإن لم يلتزم المعلم بإعطاء كل ذي حق حقه خضوعا لواسطة او معرفة او لضغوط او استجابة لفئته او جماعته او قبيلته ونحو ذلك فقد أثم لخيانته للأمانة.
قهوة بمسحوق الذهب
توجد محلات فاخرة تضع لك في القهوة او الشاي او الآيس كريم مسحوقا من الذهب، فهل هذا حلال أم محرم؟
٭ وضع الذهب او مسحوق الذهب في القهوة او الشاي أو الآيس كريم محرم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم الأكل أو الشرب في آنية الذهب والفضة، فقد روت أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله ﷺ كما في صحيح مسلم: «أن الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم». وروى البخاري عن حذيفة قال: «نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه، وقال: هو لهم (أي للكفار) في الدنيا ولنا في الآخرة». ولعل علة تحريم استخدام الذهب والفضة في غير غرضهما الأساس وهو ان يكونا أثمانا، لما فيه من كسر لقلوب الفقراء، وهذا الأخير موجود في وضع الذهب في الشراب قهوة او غيرها، وأيضا هذا فيه تضييع للمال وفيه إسراف مادام لهذا المسحوق او غيره قيمة. علما ان من الفقهاء من أجاز ذلك بشرط ان يكون الذهب دهانا بحيث اذا عرض على النار لا يسقط منه شيء.
شراء كِلية
ما حكم الشرع فيمن ساعد محتاجا مضطرا لشراء «كِلية» وهو فقير لا يستطيع دفع المبلغ، لأن الكُلى عنده توقفت عن العمل وهل يجوز مساعدته في ذلك؟ وهل عليه إثم؟
٭ يجوز دفع المال للمريض للحصول على كِلية، وهذا من خير الصدقات، لأنه قد يكون سببا في نجاة إنسان وهو صدقة جارية، وإن كان من حرج شرعي فهو على من باع، والله أعلم بظروفه.