الامتنان هو إظهار الشكر والتقدير لما يتلقاه الشخص من أشياء جيدة في الحياة، وهو ليس تقديم كلمة «شكرا» «وما قصرت» بل هو عاطفة إيجابية ومشاعر طيبة وأداة قوية لتعزيز العلاقات والمحافظة عليها.
والامتنان هو واحد من أهم الممارسات الإيجابية التي تمنحك السعادة الأبدية والرضا والثقة والحياة الطيبة.
هناك أشياء كثيرة يجب أن تكون ممتنا لها في حياتك القصيرة أولها وأعظمها هي الحمد والشكر والامتنان لرب العالمين الذي خلقنا مسلمين ورزقنا العيش الرغيد، وبكثرة الامتنان والشكر تدوم النعم وتزيد.
يقول الشاعر العباسي محمود الوراق:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة
علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمر
إذا مس بالسراء عم سرورها
وإن مس بالضراء أعقبها الأجر
وما منهما إلا له فيه نعمة
تضيق بها الأوهام والبر والبحر.
ويأتي بعد ذلك أن تشعر بالامتنان لوالديك الذين اهتموا بك منذ الصغر وتعبوا في تربيتك وتوجيهك ورعايتك، كذلك يجب ان تعود نفسك الامتنان الكبير لوطنك الغالي الذي لم يبخل عليك بشيء ووفر لك حياة كريمة طيبة من المهد إلى اللحد. كذلك أكثر من الامتنان إلى معلميك وأساتذتك الذين بذلوا جهدهم في تعليمك وإيصال المعلومات القيمة إليك حتى تتخصص في المجال العلمي أو الفني أو المهاري أو الثقافي الذي أنت فيه.
أيضا هناك الكثير من الأشخاص الذين تتعامل معهم من الإخوة والأصدقاء والزملاء والجيران وأصحاب الخدمات الذين يستحقون الثناء والامتنان، وعندما تكون ممتلئا بالامتنان ستشعر بحب الآخرين وبالسعادة الداخلية والثقة الكبيرة بالنفس .
ان إظهار الامتنان فن جميل لا يأتي إلا من أصحاب العقول الكبيرة والقلوب الرحيمة، وبممارسته يوما بعد يوم ستكبر فكرة الامتنان لديك وسيكون الامتنان جزءا من طريقة تفكيرك المستمرة، لذا ندعو الله مخلصين ان ينعم علينا بأن نرد الجميل لأهل المعروف ونعبر عن الامتنان حتى نشعر بالسعادة الحقيقية، كل الشكر الجزيل والتقدير العظيم والامتنان الكبير لكل من له فضل علينا.
[email protected]
[email protected]