- تنامي حركة المسافرين بعد تشغيل الرحلات المباشرة بين ألماتي وتركستان والكويت
- العفو الذي اقترحه الرئيس لا يشمل مرتكبي الجرائم الخطيرة مثل الإرهاب والخيانة العظمى
- اهتمام متزايد من قبل المستثمرين الكويتيين على تنفيذ مشاريع ناجحة في كازاخستان
- الأحداث التي مرت بها بلادنا في يناير الماضي منحتنا فرصة لإجراء إصلاحات سياسية شاملة
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد سفير كازاخستان لدى البلاد عظمات بيرديباي عمق ومتانة العلاقات الكازاخستانية - الكويتية والتي وصفها بالممتازة، كاشفا عن أن البلدين سيحتفلان هذه السنة بمرور 30 عاما على تأسيس العلاقات الديبلوماسية.
وقال بيرديباي في لقاء خاص مع «الأنباء» إن سياسة كازاخستان الداخلية والخارجية تفتح أبوابها لتعزيز التعاون مع الكويت، مشددا على أن بلاده تعتبر الكويت أحد الشركاء الموثوقين في الشرق الأوسط والعالم العربي، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري زاد بمقدار 7 أضعاف خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فضلا عن الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الكويتيين لتنفيذ مشاريع ناجحة في كازاخستان.
وأشار إلى أن الأحداث المؤسفة التي مرت بها البلاد في يناير الماضي منحتهم الفرصة لإجراء إصلاحات سياسية شاملة وبناء كازاخستان الجديدة، موضحا أن العفو الذي اقترحه الرئيس لا يشمل الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم خطيرة مثل الإرهاب والتطرف والخيانة العظمى والفساد، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، كيف تصفون الوضع الحالي في كازاخستان بعد مرور سنة من الأحداث المأساوية التي شهدتها البلاد في يناير 2022؟
٭ شهد عام 2022 العديد من الأحداث التي أثرت سلبا على مختلف دول العالم ولعل أبرزها الحرب الروسية - الأوكرانية والتي مست الاقتصاد العالمي وتسببت في حالة من الكساد الاقتصادي والتوتر الجيوسياسي.
ولم تكن كازاخستان بمنأى عن هذه الآثار السلبية، حيث طالت اقتصادها وتأثرت بها بالإضافة إلى مخاطر الكساد الشامل وارتفاع التضخم وغيرها من العوامل التي تنسف الثقة في إقامة الأعمال التجارية والاقتصادية في منطقة آسيا الوسطى، إلا أن الجانب المضيء أن هذه الظروف الصعبة منحت كازاخستان الفرصة لإجراء إصلاحات سياسية وخصوصا بعد الأحداث المأساوية في يناير من العام الماضي عندما واجهنا محاولة انقلاب باستخدام العنف المسلح.
ولم يتوقع الكثيرون قدرة كازاخستان على تجاوز الأزمة، بالرغم من تأكيداتنا والتزامنا الراسخ بإجراء الإصلاحات السياسية وإرساء الديموقراطية وتعزيز حقوق الإنسان بالرغم من تشكيك البعض في إمكانية تحقيق هذه الأهداف، إلا أن كازاخستان أوفت بوعودها.
إلى أي مدى تعتقدون أن استقرار الوضع في كازاخستان كان نتيجة مباشرة للإجراءات التي اتخذتها السلطات للعودة إلى الحياة الطبيعية؟
٭ الأحداث المأساوية التي وقعت في 2022 هزت المجتمع، وواجه الشعب تحديا غير مسبوق عندما تعرضت وحدة البلاد إلى الخطر وخلال هذه الأيام، أدركنا بعمق معنى وقيمة الاستقلال وأهمية السلام والاستقرار والوئام، وبفضل وحدة وتلاحم شعبنا دافعنا عن دولتنا وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب وتصدينا بحسم للإرهابيين.
كما ان التحليل الموضوعي للأحداث المأساوية يكشف عن أن البلاد واجهت غزوا مسلحا من مجموعات إرهابية مدربة في الخارج نتج عنه فقدان العديد من مواطنينا بسبب الأعمال الإجرامية، وستبذل القيادة السياسية في كازاخستان كل ما في وسعها لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث مرة أخرى، ولاتزال عمليات التحقيق جارية، وأصدر رئيس الدولة تعليمات للجهات المعنية بنشر نتائج عملها بشكل مستمر وبمنتهى الشفافية.
وفي 1 سبتمبر 2022، اقترح رئيس الدولة في خطابه أمام الشعب عفوا لمرة واحدة للمشاركين في الأحداث المأساوية ما عدا الذين ارتكبوا جرائم خطيرة مثل الإرهاب والتطرف والخيانة العظمى والفساد وتنظيم أعمال الشغب حيث سيخضعون للمساءلة الكاملة.
إصلاحات جذرية
ما التغييرات السياسية التي نفذت في كازاخستان منذ الأحداث المأساوية في يناير 2022؟
٭ يعتبر عام 2022 الأكثر أهمية لشعب كازاخستان، حيث دخلت البلاد عصرا جديدا من البناء والتقدم بتغييرات جذرية أهمها الإصلاح الدستوري الذي جدد جميع مجالات الحياة في الدولة بشكل شامل، كما أن الاستفتاء السابق أظهر الدعم العالمي للمبادرات الجديدة للرئيس قاسم جومارت توكاييف، كما ان رغبة الكازاخستانيين في إحداث التغييرات الإيجابية أعطت دفعة قوية لعمل الحكومة.
وفقا للمعايير الدستورية الجديدة يتم انتخاب الرئيس لفترة واحدة مدتها سبع سنوات وهذا سيفتح الطريق إلى السلطة لجيل جديد من السياسيين، والانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 نوفمبر الماضي كانت بداية عصر سياسي جديد، حيث استمرت الحملة الانتخابية 3 أشهر، وخلال هذه الفترة طرحت ملامح مستقبل بلادنا للنقاش والحوار المجتمعي، وأصبح من الواضح أن المجتمع المدني صار مؤسسة ذات قيمة كاملة، كما ظهرت شخصيات جديدة على الساحة السياسية.
وفي 26 نوفمبر 2022 شدد الرئيس خلال الاحتفال بتنصيبه على ان ثقة الشعب لا تقارن بأي قيمة، معتبرا نتائج الانتخابات بمنزلة الدعم للقيادة السياسية وتعبيرا عن الثقة لتنفيذ الخطط في السنوات الـ 7 المقبلة، كما وضعت الانتخابات معيارا جديدا للانفتاح والشفافية في العملية الانتخابية بكازاخستان.
حدثنا عن آفاق تطور العلاقات مع المجتمع الدولي بصفة عامة والكويت بشكل خاص.
٭ ساهمت الجهود التي بذلت خلال الأشهر الـ 12 الماضية في ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة في كازاخستان كمجتمع مزدهر ونظام سياسي أكثر حيوية وتنافسية، وأشير ببالغ السرور إلى أننا سنحتفل هذا العام بالذكرى الـ 30 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين كازاخستان والكويت.
في هذا السياق، أؤكد أن كازاخستان تعتبر الكويت أحد الشركاء الموثوقين في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وكما تعلمون في أكتوبر الماضي استضافت مدينة أستانا القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا الذي أسسناه قبل 30 عاما لتعزيز التعاون من أجل السلام والأمن والاستقرار في آسيا.
وفي هذا الصدد، أؤكد أن إحدى النتائج للقمة السادسة لمؤتمر سيكا هي انضمام الكويت إلى هذه المنظمة بصفتها الدولة العضو الـ 28، وعلى صعيد تطور العلاقات التجارية والاقتصادية بين كازاخستان والكويت، أود أن أشير إلى زيادة حجم التجارة البينية بمقدار 7 أضعاف في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2022 مقارنة بالفترة نفسها لعام 2021، فضلا عن تنامي حركة المسافرين بفضل تشغيل الرحلات المباشرة بين ألماتي والكويت وتركستان والكويت من قبل طيران الجزيرة فضلا عن الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الكويتيين بتنفيذ مشاريع ناجحة في بلادنا.
وإننا على ثقة بأننا سنواصل بذل الجهود ورفع تفاعلنا مع الكويت إلى مستويات جديدة من أجل زيادة تطوير التعاون بين بلدينا، وبشكل عام فإن مسار السياسة الداخلية والخارجية الذي اتبعته كازاخستان قد فتح الباب لتوسيع التعاون مع الكويت القائم على أساس الصداقة والدعم المتبادل والذي ينطوي على إمكانات عالية، وبينما يتصارع العالم مع التحديات التي تفرضها الصعوبات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية فإن توثيق التعاون بين كازاخستان والكويت يصبح أمرا ضروريا، وفي الوقت نفسه، تظل كازاخستان ملتزمة بتطوير العلاقات مع جميع البلدان والشركاء.
ومقتنعون بأن سياستنا الخارجية المتعددة الاتجاهات ستساعد في حل العديد من الأزمات العالمية وتوسيع التعاون الدولي، و2023 سيكون عاما مهما لكازاخستان وستجري الانتخابات النيابية خلال الأشهر الـ 6 الأولى من العام الحالي، وستظهر أحزاب سياسية جديدة قبل الانتخابات، مما يعزز المنافسة السياسية والتعددية، وللمرة الأولى منذ 18 عاما سيترشح في الانتخابات البرلمانية المرشحون المستقلون في الدوائر الانتخابية ذات انتداب واحد.
ونظرا إلى المستقبل فإننا مصممون على تعزيز علاقاتنا مع الكويت ولقد وضعنا أساسا متينا لمزيد من التطوير لتعاوننا، مع الأخذ في الاعتبار رغبتنا المتبادلة وسعينا إلى علاقات متينة ولدي كل أسباب للاعتقاد بأننا معا سنحقق أهدافنا المستقبلية.
وسنواصل تطوير العلاقات الوثيقة بين كازاخستان والكويت والتي بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، حيث تجمعنا العديد من القواسم المشتركة، لعل أبرزها احترام القانون الدولي والمبادئ العامة للأمم المتحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فضلا عن الإيمان التام بالحلول الديبلوماسية وبالحوار كأداة فاعلة في حل النزاعات.