(وكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ).
هذه الآية تقرر انه تم العثور على اصحاب الكهف بعد اختفائهم لمدة طويلة وفي وقت ظهورهم قد تغيرت احوال المدينة، فقد زال الباطل وساد الحق.
وتقرر الآية كذلك حقيقة البعث بعد الموت في تشابه قريب من قصة اصحاب الكهف، حيث قاموا بعد نومهم الطويل، وقد ساد خلاف بين النصارى الذين يقولون ان الله يبعث الناس بعد الموت بأرواحهم دون ابدانهم، ولكن شريعة الاسلام تقر بأن البعث يكون بالأرواح والأبدان معا بعد العثور على أصحاب الكهف احياء.
فقد اماتهم الله عز وجل جميعا في وقت واحد، وتنازع اهل المدينة فيما بينهم حول تكريم هؤلاء الاخيار، فمنهم من قال نبني لهم دارا للعبادة نذكرهم فيه، ولكن كان الأمر الغالب أن يبنوا على قبورهم مسجدا، حيث كان هذا الأمر مباحا قبل الاسلام.
قبس هذه الآية: البعث بعد الموت حقيقة تتطلب الاستعداد لها بالطاعة والعمل الصالح، ويكون شعار المؤمن الثابت على الايمان الى يوم الممات.