بعيدا عن التطورات الحاصلة في البلاد والعلاقة بين مجلس الأمة والحكومة، فإنه وقبل الشروع في تفاصيل مقالنا اليوم، نقول إن جميع الأطراف في البلاد تسعى لخير البلاد والعباد، سواء من طرف المجلس أو الحكومة، وكل على طريقته وأسلوبه ورؤيته الخاصة التي يراها مناسبة لتحقيق المصلحة العامة والتي يسعى لتنفيذ الهدف من ورائها.
وبالتالي نقول إن هناك إجماعا بين الجميع على أن مصلحة المواطن والوطن هي الغاية والهدف المنشود في نهاية الأمر.
وفي خضم تلك المعطيات يجب السعي للنأي عن كل ما يعكر صفو العلاقة وتعطيل مسيرة التنمية والديموقراطية في هذا البلد.
ويجب على الجميع مراعاة تلك المعطيات التي أشرنا إليها، خاصة أن ظروف العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا تموج بظروف غير مستقرة نوعا ما بين فترة وأخرى، وكما يقال ان العين على هذه المنطقة مفتوحة أكثر من غيرها وبالتالي فإننا والوضع كذلك يبرز أمر غاية في الأهمية وهو الوحدة الوطنية وضرورة التمسك بها بكل ما أوتينا من قوة.
لا مانع من الاختلاف في الرأي وأسلوب الرؤية والعمل، لكن يجب في النهاية أن يتم التوافق والإجماع على تعزيز الوحدة والوطنية بعيدا عن أي مناكفات وتصعيد واستجوابات لا داعي لها، والبلاد في غنى عنها.
وبعيدا عن تطورات أخرى بين الحكومة والمجلس، وفي ظل الظروف المستقبلية القادمة، فإن هناك مهمتين للحكومة وأعضاء المجلس الموقرين، فعلى صعيد الحكومة، فإن المطلوب منها تعزيز العلاقة والجهود المشتركة مع أعضاء المجلس وصولا الى بيئة صحية تساهم في صنع القرارات وصياغة القوانين بعيدا عن أي تأزيم عن قصد أو غير قصد.
وبالطبع، نتمنى استمرار العمل بالملفات التي تنتظر الحكومة القادمة، فتلك الملفات تشكل هاجسا للجميع، وتتطلب الوقوف عندها بشكل كبير، ولعل أهم تلك القضايا أو الملفات ملف الفساد الذي يجب الوقوف عليه وفتحه على مصراعيه، نظرا لما يمثله من أهمية كبرى ويشكل عائقا كبيرا وحجر عثرة في مواجهة أي تنمية أو تطوير أو نهوض بالدولة كما هو المنشود منها.
ومما لا شك فيه أن المهمة غير هينة أبدا، كما أن هناك القضية الإسكانية التي تشكل هما للمواطن الكويتي. ويجب أن يتم إيجاد الحلول المناسبة لهذه القضية، والبحث في إحداث سبق وإنجاز فيها لراحة المواطنين الباحثين عن مسكن يؤويهم ويرحمهم من نار الإيجارات المرتفعة التي تستهلك جيوبهم وتستهلك أيضا موارد الدولة.
وأخيرا نشدد على تعزيز الوحدة الوطنية التي هي غاية مطلوبة في ظل الأوضاع والمعطيات التي أشرنا إليها في مقالنا هذا. والله الموفق.
[email protected]