دعا الرئيس الاميركي جو بايدن إلى الوحدة من اجل الحفاظ على الديموقراطية «المجروحة» في الولايات المتحدة، وشدد على ان واشنطن «ستتحرك» في حال هددت بكين أمنها وسيادتها.
وقال بايدن في خطابه السنوي الثاني عن «حال الاتحاد» منذ توليه مهامه الرئاسية في يناير 2021 والأول له أمام الكونغرس المنقسم عقب انتخابات منتصف الولاية التي أجريت في نوفمبر الماضي خلفت مزاجا عاما متعكرا. وعكست صيحات الاستهجان من قبل بعض النواب الجمهوريين خلال خطاب الرئيس الديموقراطي الذي استمر قرابة 73 دقيقة وملامح الرفض التي ارتسمت على وجه الزعيم الجمهوري الجديد لمجلس النواب كيفن مكارثي الذي جلس خلف بايدن لأول مرة، طابعا مختلفا لأمسية صاخبة طغى عليها الانقسام الحزبي.
وخلافا لخطابه الأول عن حالة الاتحاد في يناير 2022م، خصص بايدن الجانب الأكبر من خطابه للعام الحالي 2023م، للقضايا الداخلية لاسيما الاقتصاد، مؤكدا أنه يريد «إنجاز المهمة» بأن يعيد لأميركا ازدهارها ووحدتها، في إشارة ذات طابع انتخابي للرئيس الذي يفكر في الترشح لولاية ثانية.
وأكد بايدن أن الديموقراطية الأميركية «مجروحة» بالتأكيد لكنها مازالت «مصونة».
ورغم أن كل شيء كان قد بدأ بطريقة ودية وصفق الجانبان في القاعة لقادة الحزبين، إلا أن الجمهوريين غضبوا بعد ذلك بسرعة بعد تصريحات الرئيس الديموقراطي، على الرغم من أن زعيم الجمهوريين ورئيس مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي قد طلب منهم عدم الانحدار إلى مضايقة صاخبة لبايدن، اذ اكتفى كثيرون منهم - في البداية - بالتحديق في هواتفهم النقالة، قبل أن تهاجم مارغوري تايلور غرين المفرطة في موالاتها لترامب، الرئيس بايدن وتصفه بأنه «كذاب».
جاء ذلك عندما بدأ بايدن تصعيد لغته منتقدا المعارضة الجمهورية وخصوصا سلفه ترامب، حيث حلت صرخات صاخبة وهتافات استهجان محل الهدوء.
وعلق ترامب على خطاب خلفه على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، وعبر عن إشادة نادرة به، وقال «أعارض غالبية سياساته (بايدن) لكنه تحدث عن شعوره وأنهى الأمسية بشكل أفضل بكثير مما بدأها».
ولم يتطرق الرئيس الديموقراطي مطولا إلى قضايا السياسة الخارجية في خطابه، حيث أكد أن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بترهيبها لكنه شدد في الوقت نفسه على أن واشنطن لا تسعى إلى نزاع مع بكين، بعد حادث المنطاد الصيني الذي حلق فوق الأراضي الأميركية مؤخرا قبل اسقاطه.
وقال بايدن «لا تسيئوا فهمنا: كما أظهرنا بوضوح الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، فسنعمل على حماية بلادنا وقد فعلنا ذلك».
وردا على هذه التصريحات، أكدت الصين أنها «ستدافع بحزم» عن مصالحها وأمنها وسيادتها، داعية واشنطن إلى العمل على ترميم العلاقات بينهما.
من جهة أخرى، اعتبر بايدن أن الغزو الروسي لأوكرانيا، هو «اختبار لأميركا واختبار للعالم»، منوها إلى الدعم الأميركي لأوكرانيا.