وتتوالى ضربات وزارة الداخلية في جهودها المتميزة لمحاصرة تجار السموم والمخدرات، فكانت الضربة الأخيرة والتي كان لها التأثير الكبير في كبح جماح المفسدين في هذا البلد، من خلال إحباط محاولة تهريب ربع طن من الحشيش المخدرة، وكمية أخرى من المؤثرات العقلية، وضبط تشكيل عصابي كان يريد بشباب الوطن السوء والإفساد ونشره كما تدل الكمية المضبوطة، ومن واقع ما تم كشفه.
وتأتي هذه الضربة استكمالا لمسيرة سابقة لحماية الوطن مما تدبره أدوات الضلال التي تعمل في الظلام.
وقد جاءت تصريحات المعنيين في وزارة الداخلية وعلى رأسهم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، من خلال التأكيد على عدم التهاون في محاربة تجار ومروجي السموم، ومن خلال تصريحه بأنه «لا أحد فوق القانون، فالمهم مصلحة البلاد وحماية شبابنا من هذه الآفة المدمرة»، فكانت تلك التصريحات بردا وسلاما على أبناء الوطن وضربة حاسمة لكل من يريد بنا سوءا بأن العيون الساهرة في وزارة الداخلية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الإضرار بالبلاد والعباد.
ومن ناحية أخرى، نقول إن تنبه المعنيين بوزارة الداخلية لكل ما يحدث من حركات مريبة على الحدود البرية والبحرية والجوية، أمر في غاية الأهمية ويشكل الأمان فيه أولوية قصوى، وهو صمام أمان للبلاد ضد أي محاولات شريرة. وتثبت تلك الأعمال أن الكويت كانت وجهة مهمة لمافيات وعصابات المواد المخدرة بشتى أشكالها، هدفها إغراق البلاد بشتى أنواع السموم.
وعلى الجانب الآخر من هذه القضية الحساسة، نجد أن جهود وزارة الداخلية لمحاصرة كل أدوات القضية بمن فيها المتعاطون، هي جهود مطلوبة ومهمة جدا في كشف ومحاصرة مروجي تلك السموم وصولا لكشفها قبل فوات الأوان، وقبل انتشارها في البلد وإعمالها السوء في أبناء وطننا الحبيب.
ومن جانب آخر، فإننا نضم صوتنا للأصوات المنادية بتكاتف الجهود من الجميع لمواجهة هذا الخطر، ونعني بها جهود الأسرة والمجتمع في التوعية والمراقبة والمحاسبة، والأسرة تحديدا لتوعية أبنائها، حيث إنها خط الدفاع الأول لحماية أبنائها وتحصينهم ضد كل ما يمكن أن يشكل خطرا عليهم، كما نضم صوتنا أيضا لأصوات الجهات المعنية والتي ركزت على العديد من الأمور المهمة في هذا الصدد مثل تشديد الرقابة، وتفعيل الإجراءات الكفيلة بتجفيف منابع المخدرات، ورفع مستوى الرقابة الأمنية على جميع المنافذ، وتشديد الرقابة على الشحن الجوي والمياه الإقليمية، وتوفير أجهزة متطورة لفحص الطرود والبضائع المستوردة، وزيادة مكاتب المكافحة في المحافظات، وغيرها من الإجراءات ذات الصلة. نسأل الله أن يحمي البلاد والعباد، وشكرا لكل الجهود المبذولة لكبح السموم.. والله الموفق.
[email protected]